صلاح السقلدي يكتب:

تطوع التصريحات بالمجان

هل يعلم قادة المجلس الانتقالي الجنوبي أنّ ثمّـــة شيئا بعالم السياسة أسمه: اللعب على تناقضات الخصوم وخلافاتهم واستثمارها وتجييرها والاستفادة منها، خصوصا بالأوضاع الغير اعتيادية كالتي نمر بها ؟

يظهر قيادي بحزب الاصلاح ينتقد الرئيس هادي, -ولا نقول يشتمه- ولا ينتظر الانتقالي الرد من مكتب الرئيس على ذلك الاصلاحي ،حتى يوظفها " الانتقالي" لمصلحته، كما يفعل خصومه معه – وهذا حق مشروع للجميع-, بل ينبري احد قادته ويتطوع بالمجان - ويحشر أنفه- ليجعل من نفسه ومن مجلسه حائط صد للغير بالمجان ,وخصما بالجهات الأربع، ليوفر بالتالي على الطرفين عبئ خلافتهما ويحرم  الانتقالي من الاستفادة من هذا التباين.

ويظهر وزير بالشرعية لينتقد الإمارات، - لا شتما ولا حتى  نقدا بل هو مطلب لتصحيح علاقة شرعيته بهذا التحالف-،ومرة  أخرى وبسرعة الصاروخ ينكع قيادي انتقالي متطوعا بالمجان - ولوجه التحالف- ويجعل من مجلسه حائط صد آخر، ويفوّت على مجلسه الموقر فرصة ثانية وثالثة ورابعة من الاستفادة من هكذا تباينات كما يستفد الغير من التباينات الجنوبية, وكأن هذا المجلس أضحى محامي بالتطوع دون أن يطلب منه أحد ذلك،  وكأنه تم انشائه لهذه المهمة.أهي تخمة وفائض بمخزون الولاء؟.

 ترى هل سألَ أحد بالانتقالي نفسه: لماذا لا يقــفز أحد بالتحالف ويتطوع بالدفاع عن الانتقالي حين يتعرض هذا الأخير للشتم والقدح والازدراء من قبل وزراء الشرعية كما يتطوع هو بالمجان؟ وما أكثر ما يتعرض له هذا المجلس من شتائم دون أن ينط له أحد من خارج أسوراه ليدافع ويذود عنه كما يفعل رجاله المفرغون لهذه المهمة.

وهل سأل أحد بالانتقالي لماذا يصمت وزراء الشرعية حين يتبرع دفاعا عن الانتقالي أي محلل خليجي وسيلة إعلامية خليجية تشرشح بالانتقالي ولا ينبس أحد من هؤلاء الوزراء ببنت شفة حيال ذلك، بل أنهم يلوذون بالصمت حتى تستعر المعركة بين الانتقالي ومنتقديه الخليجيين. لا يدافع  أي وزير  بالشرعية وبالذات  الوزراء الجنوبيون ليدافعوا عن الانتقالي ولو  من منطق أن هذا المجلس جنوبي كما يفعل رجال الانتقالي تجاه الرئيس هادي "الجنوبي".

ولماذا لا يتطوع إصلاحي بيمن فيهم الجنوبيون -بالطبع- للدفاع عن الانتقالي حين يتعرض لأية شتيمة من قيادي مؤتمري  مع أن هذا الاصلاحي خصما للمؤتمري ؟ الجواب ببساطة لأن هؤلاء جميعا يعلمون جيدا من أين يأكلون أكتاف السياسة ويعرفون كيف ومتى يستخدمون أوراقهم, ولا مكان لديهم لسذاجة السياسة وصبيانية التصريحات.

نقول هذا حرصاَ مِنا على الانتقالي- وعلى الجميع- لا تشهيرا به أطلاقا, والله عالم بسرائر الصدور والنوايا.

            وشهركم كريم.