صلاح السقلدي يكتب:

الضالع منفردة.. "كالسيفِ عُرِّيَ متناهُ من الخَللِ"

هـُــمود كل الجبهات العسكرية بالشمال في وقت تستعر فيه جبهة الضالع بشدّة لا يحتاج مِنّا إلى ذكاء وحدس لنكتشف بهما حجم المؤامرة ووضاعة أصحابها على الضالع وعلى الجنوب عامة في محاولة لتركعيها عنوة تحت بيادات الحوثيين، وتحت سطوة أطماع مَــن نعتقد مخطئين أنهم شركاء الجنوب وحلفاؤه لكسر شوكة بوصلة شموخه ليتنسى لهؤلاء جميعا على اختلاف توجهاتهم -من إخوان وحوثيين ومؤتمريين وشيوخ قبائل وعسكر وزنادقة الأديان وتجار المقابر وفئة جنوبية نفعية بائسة تتخندق بجبهة الخصوم من عدن وصنعاء إلى الدوحة والرياض واسطنبول- إعادة الجنوب مرة أخرى إلى معطف عباءات أطماعهم وتحت مظلة منطق أصحاب ثقافة الأصل والفرع والتابع والمتبوع السائد منذ 94م منطق: (هزمناكم هزمناكم)، لإدماء جسده بأنياب السلب ومخالب النهب السبأية المعروفة عبر العصور.

الضالع تنزف ولكن لا يجف لها منهل دم الحرية ولا ينضب لها معين رشح جبين الاعتزاز وعرق الاعتداد بالنفس.. تتوجع ولكن بكبرياء.. تبلع مرارة الخذلان ولكن بصمت ودون جهر. تخسر معركة صغيرة لتكسب حربا كبيرة، تسمع ليل نهار لشذاذ الآفاق ولسقط المتاع وهم يتمنون انكسارها وترتسم على شفتيها بسمة استهزاء منهم ومن أضغاث أحلامهم وسراب أوهامهم... فمعاول هؤلاء لا تهدُّ للضالع منكبا، ونيرانهم لا تأتي على أعضاء الجنوب أبداً، فالنور في قلبه وبين جوانحه.

فما يجري اليوم بالضالع هو امتداد متوقع لحروب سابقة طالتها وطالتْ عموم الجنوب، فمعارك سناح وحجر هي حلقة واحدة من سلسلة استهداف وحرب طويلة المدى حادة المدّية، منذ عام 94م مرورا بالمجزرة المروعة عام 2013م وحتى اللحظة، ومع ذلك تأبى إلّا أن تكون كما تريد هي لا كما يريد لها خصومها ومَـن يترقبون لحظة انكسارها بالداخل والخارج... إنها الضالع، وإنه الجنوب يا هؤلاء.. وكفى.!