شهريار كيامنش يكتب لـ(اليوم الثامن):
تأثير بديل على السياسات الدولية وعزل نظام الملالي
عندما نتحدث عن عزلة نظام الملالي، فإننا نعني أبعادًا مختلفة للسياسة، اقتصاديًا ودوليًا ، مما أدى إلى تورط النظام في أزمات مختلفة. إذا أردنا أن نرسم النظام هنا، فيجب أن نقول أن النظام قد وضع على حافة الهاوية، كما أقول إنه على شفا الهاوية، والحقيقة هي أن هذه ليست مجرد كلامنا، بل خامنئي نفسه قد طرح مؤخرًا، إننا نمر عبر الحواف الضيقة لكلا الجانبين الهاوية، أي النظام على شفا الهاوية بسبب العزلة الداخلية والضغط الدولي والاحتجاجات العارمة.
تجدر الإشارة إلى ثلاثة عوامل لتحديد الحالة المتأزمة للنظام الإيراني.
العامل الأول هو ظروف المجتمع المتفجرة داخل إيران، أدى40 عامًا من الفساد والدمار، وتدمير البنية التحتية الاقتصادية في البلاد، والفقر والجوع والبطالة، وقمع الشباب وخاصة النساء الإيرانيات والقضاء على جميع البنية التحتية للبلاد وحتى البيئة مما أدى إلى الكارثة التي وقعت في الأيام الأولى من العام الجديد الإيراني، ووقوع السيول والفيضانات وحالات الدمار ناتجة عنها، والقمع ، ووقد حول الإعدام والتعذيب، كلها المجتمع الإيراني إلى برميل متفجر ينتظر فقط شرارة، حتى عناصر النظام اعترفت بصراحة بهذا الوضع الحرج، وأكد أحد الأعضاء في مجلس الشورى يدعى «كواكبيان» في أواسط مايو قائلًا: تسبب لنا الفساد والدمار في مواجهة تهديد أكثر خطورة من العقوبات، مما يعني أن النظام نفسه يعترف أيضًا بوجود
ولكن في القضية الثانية، هناك بديل وندّ ضد النظام، بحيث لا بد من مراجعة أي شخص يريد يتعامل مع النظام، لابد من أن يأخذ بديله بالحسبان، وهو عامل مهم في السياسة الدولية والظروف الحالية، والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي تمثل منظمته المركزية والرئيسية منظمة مجاهدي خلق تناضل منذ 40 عامًا ضد النظام وتمكّنت من التأثير الفاعل سواء في الساحة الداخلية أوالدولية ودورها الموجّه للاوضاع. وأكد ذلك خامنئي وبعض المسؤولين الآخرين في النظام صراحة بشأنها.
وأكد بهذا الخصوص خامنئي، الذي يشعر، أكثر من أي شخص آخر، بخطر الإطاحة بيد الشعب والمقاومة الإيرانية، فيما يتعلق بالانتفاضات التي بدأت في إيران في نهاية 2017 واستمرت قائلًا: كانت مجاهدي خلق وراء تلك الاحتجاجات، كما أكد روحاني في مكالمة هاتفية في نفس الوقت مع الرئيس الفرنسي على ذلك، قائلًا: مجاهدو خلق يقفون وراء الاضطرابات وأراد تقييد أنشطتهم. وهذا يدل على مدى توازن القوى الداخلية.
والعامل الثالث هو السياسات الدولية، وهنا في الواقع كانت لمجاهدي خلق وبديل النظام التأثير البالغ في السياسات الدولية أكثر من أي وقت آخر. سواء بشأن الأنشطة النووية السرية للنظام، والتي، وفقا لكثير من المسؤولين من دول أخرى وخاصة الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، كانت المقاومة الإيرانية، هي التي كشفت عنها لأول مرة وكذلك فيما يتعلق بالمشاريع الصاروخية وفضح أعمال النظام الخبيثة في بلدان المنطقة، وخاصة في سوريا والعراق ولبنان واليمن. لأنه، فيما يتعلق بطبيعة ورغبة هذا النظام الرجعي والمتطرف، فإنه يريد أن يظهر نفسه كقوة متفوقة وحكم إمبراطورية دينية، ولكن، بالطبع، ولما له من طبيعة متخلفة لا تنسجم مع العصر وكذلك وبسبب وجود هذه المقاومة التي تشكل الحاجز الرئيسي ونقطة النقيض للتطرف، فلن يكون قادرا على القيام بذلك إطلاقًا، و ادعاء النظام لا يعدو سوى كذبة ، ونتيجة لذلك، لو لم تكن أنشطة المقاومة الإيرانية على الصعيد الدولي، لكانت السياسة الدولية بدون شك ستواصل طريق المساومة والاسترضاء مع النظام الإيراني. فلذلك، وجود بديل قوي وديمقراطي يستطيع أن يحل محل النظام وهو قادرعلى إدارة البلد في المستقبل من خلال البرنامج الواضح والمحدد وهذا عامل مهم في عزل النظام أكثر فأكثر.