صلاح السقلدي يكتب:
من يرفض قتل الشمالي بصنعاء لن يقبل بظلمه بعدن
تفاقم الأوضاع المتردية على كل الصعد -شمالاً وجنوباً- هي نتيجة طبيعية ومتوقعة لاستمرار هذه الحرب، فضلاً عن أنها -أي هذه الحرب- وما تفرزه من سوء أوضاع هي من تبعات صراعات وحروب سابقة أبرزها حرب 94م وما قبل هذا التاريخ بكلا دولتي يمن ما قبل 90م.
وبالتالي فأولى خطوات تجاوز هذه الدوامة هي وقف الحرب والشروع بتسوية سياسية عادلة للأزمة اليمنية وجذرها الأساسي تعثر "وحدة 90م"، وظهور القضية الجنوبية كمولود شرعي لذلك الفشل، وما تلى ذلك من أحداث وصراعات، كون البوابة السياسية هي المدخل الرئيس للحل الشامل.
من يتذكر هذه العبارة التي أطلقها وزير شؤون المغتربين بحكومة ابن دغر: (أغلب من يتم ترحيلهم، هم من محافظات يسيطر عليها الحوثيون).
مبرراً القرار السعودي بترحيل المغتربين؟
طيب أليس هؤلاء المغتربون يمنيين -وشماليين أيضاً-ويستحقون منكم العطف والشفقة، يا أكذب خلق الله؟ (يستاهلوا هؤلاء عفافيش وحوثة).
ومن يتذكر أيضاً هذه العبارة التي ظل كثير من الإصلاحيين ورجال حكومة بن دغر يرددونها حتى بعد أن أعلن التحالف عن أسفه لما جرى للقاعة (الكبرى بصنعاء)؟
فهل من يهتز طرباً لهكذا فظائع يمكن أن نصدقه أن قلبه أصبح فجأة يقطر رحمة على مواطن شمالي بعدن.
طيب وقتلى القاعات والأسواق الشعبية ونازحي المخيمات أليسوا بشراً، وشماليين كمان، يا أسوأ خلق الله؟
فالذي يفرح بسحق قاعة عزاء على رؤوس من فيها أو بقصف سوق شعبي أو مدرسة أو مخيم نازحين ليس من حقه أن يتحدث عن ترحيل مواطن من عدن، لأنه سيكون أضحوكة للجميع.
كما أن من يخذل مغترباً بالسعودية ويبرر طرده بذريعة أنه من محافظات لا تؤيد حكومته، ليس من حقه مطلقا أن يأتي يحاضرنا عن الأخلاق والفضيلة والوطنية.
فهذا النوع من البشر يجب أن يتوارى بجحر العيب وبأعماق مغارة الخزي.
لا تقول لي لـمَِ لــم تتحدث عمّا تعرض له الشماليون بعدن مؤخرا، لأنني سأقول لك إن من يرفض قتل الشمالي بصنعاء لن يقبل بظلمه بعدن والعكس صحيح.
ونحن ليس من اليوم نرفض ترحيل الشماليين من الجنوب الى الشمال، بل من أيام ما كانت الأحزاب تؤيد ترحيل الجنوبيين من الدنيا إلى الآخرة.