د. علوي عمر بن فريد يكتب:

أنا وصديقي المثقف وتباين الرؤى !!

وصلتني رسالة على الواتس أب من صديق حميم ذو ثقافة عالية تعودت أن ينقد مقالاتي سلبا وإيجابا وخلافاتنا في الرأي لا تفسد للود قضية ..مهما علت نبرة الخلافات بيننا ...وآخر نقده كان يتركز على مقالتي الأخيرة التي كانت بعنوان :
(الحرب في اليمن سببها ثروات الجنوب  ) وقد ذكر فيه ما يلي :
((أخي وعزيزي د. علوي))
لقد ترجمت مئات التقارير عن أماكن الثروة في اليمن واليك الاستنتاج التالي:
مأرب والجوف وحتى الحديدة بها كميات هائلة من النفط والغاز والمعادن بما فيها الذهب والفضة. لم تستكشف مأرب إلا حوالي ١٠  بالمائة نتيجة الاضطرابات أما الجوف فلم تستكشف بعد وفيها من الثروات الكثير. هل تعلم أن الغاز الذي يطبخ به الغذاء في اليمن كلها يأتي من مأرب.
حجة وصعدة وصنعاء والمحويت بها كل المعادن الموجودة على الأرض وبكميات هائلة تنتظر الاستقرار لتستغل وكانت شركة Cantex الكندية على وشك إنتاج الذهب من حجة.
الشمال تكفيه السياحة ليحقق دخلا يكفي الميزانية . تعرف أن منطقة بسيطة في كردستان العراق يؤمها ٣ مليون سائح فكيف بالسياحة في اليمن تعز واب وذمار وصنعاء والمحويت وصعده كلها مناطق سياحية ممتازة
الزراعة والإنسان النشيط المحترف للزراعة منذ آلاف السنين ثروة كانت تغذي السعودية أيام زمان.
اليد العاملة الممتازة في الشمال التي تعمر عدن ولولاها ما وضعت حجر على حجر.
التجارة ورجالها ورأسمالها من الشمال وهم يحركون الاقتصاد.
البحار والموانئ في الحديدة والصليف وغيرها.
ياأخي لن يموت الشمال في حالة الانفصال بل سيزدهر والمهم له الاستقرار فقط.
الحضارم  سيبنوا دولتهم وعندهم كل مقوماتها 
في الجنوب ثروة أيضا لكن فيها شيطان السياسة وربما فتحت صفحة مؤلمة أرجو أن أكون مخطئا.
والله لا تستحق هذه الخلافات قطرة دم من أي مواطن. نحن شعب فقير يستحق الأمن والسلم كي يبني مستقبل  جديد لأبنائه .))
وكان ردي عليه بهذه المقالة التي جاء فيها :
مشكلة الشمال ليست في قلة  الموارد ولكن المشكلة هي الفشل في إدارة تلك الموارد فعقلية " اللص " لا زالت تتحكم في العقل الشمالي منذ الأزل والنهب والسرقة عمل مشروع لديهم بينما الإسلام يقيم الحد على السارق بقطع اليد !!أما الزراعة فقد استبدلوها بشجرة القات اللعينة !!ودعني أسألك يا صديقي بكل صراحة ،طالما أنت قد قمت شخصيا بترجمة مئات التقارير تثبت أن  الكثير من الثروات موجودة في اليمن "الشمالي "  !!طالما وتوجد كل هذه الثروات في الشمال ، لماذا لا يحلوا عنا ويتركوننا وشأننا في الجنوب ..ونقول لهم : اللهم لا حسد مبارك عليكم ما وجدتم من ثروات في بلادكم ، من نفط وغاز وذهب وفضة !!
أليس الشعب شمالا خضع واستسلم ألف عام للحكم الإمامي  السلالي الكهنوتي ؟؟
وعاد طواعية اليوم لحكمهم من جديد ؟؟!!ّفهل تريدون أن تربطونا معهم في نفس الحظيرة ؟؟!!
أما عن قولك أنهم من عمر عدن فقول مردود عليك !! والحقيقة أنهم هدموها ودمروا ليس الحجر والشجر بل دمروا أبناء عدن المتعلمين الذين درسوا في أكسفورد وجامعات الغرب  وقذفوا بهم إلى المحيطات  والمهاجر خارج عدن والجنوب !!؟ وجلبوا بدلا عنهم الخبازين والحمالين والجهلة حتى أوصلوهم إلى أرفع المناصب والوزارات وأصبحت بلادنا تحكم من غير أهلها !!ّ!يل هم من أشعل الفتن بين أبناء الجنوب وهم سبب كل مآسيه ؟!والدليل أننا معشر الجنوبيين كنا نعيش سابقا في 20 إمارة وسلطنة وكنا نعيش موحدين ومتحابين ، وسخر سفهاؤنا من سلاطينهم وشيوخهم الطيبين  وباعوهم دون ثمن للسفهاء أمثالهم 
واتخذت الإمارات العربية المتحدة من تجربتنا نموذجا لا زالت ناجحة حتى اليوم !!
ودعني أسألك :هل هذه هي الوحدة الزائفة التي تتباكون عليها اليوم  ،وهل هذه هي طموحات الشباب الناهض أمثالك الذين نبني عليهم آمال شعب الجنوب الذي نفض عنه تراب التخلف وخرج من الرماد لتعيدوه  إلى باب اليمن من جديد ؟؟ أقول للشماليين : نبارك لكم دولتكم وما تمتلك من مقومات سياحية الخ من مزايا ، ودعني أسألك : هل حرصهم على وحدة اليمن أكثر منا نحن الجنوبيون "الذين كنا نحلم بصدق ليس بوحدة اليمن فحسب بل بوحدة الوطن العربي بأسره من المحيط إلى الخليج ..؟؟ هل نسيت يا صديقي أنك كسائر الجنوبيين أشد حماسة للوحدة معهم منذ الستينات ؟ لقد تربينا على العروبة والوحدة منذ الصغر..ونحن من ذهبنا إلى الوحدة مع اليمن طوعا لا كرها ..!!فماذا كانت النتيجة بعد أن تخلينا عن دولة مكتملة الأركان عضو في الجامعة العربية والأمم المتحدة !ّ!ماذا كان جزاؤنا ؟؟!!
الم يكفرونا عام 94م وأحلوا  سفك دمائنا  واستباحة ديارنا وسرقة ونهب ممتلكاتنا الخاصة والعامة في أكبر عملية سلب لم يقم به إلا التتار في بلاد الإسلام !!؟؟
ألم يقولوا عنا أننا فرع عاد للأصل تارة !! وتارة أخرى يقولون عنا أنهم أصل العرب ؟ وأننا بقايا من الهنود والصومال ..وهم من قاسمونا لقمة العيش وشاركونا في الأفراح والأتراح ولم نمارس ضدهم أي شكل من أشكال العنصرية عندما كانوا يعيشون بيننا في عدن ..بل وكانوا يعاملون فيها أفضل منا نحن أبناء الجوب أيام الاستعمار البريطاني !!ّ ودعني أسألك رغم أنني لا أحب الطعن في الأنساب ..الم يختلط الشماليون بالأحباش والفرس والأتراك ؟؟!!! ورغم ذلك كله يدعون أنهم أصل العرب والعرب دماؤهم حمراء قانية وليست عروقهم  زرقاء .. كذلك عيون العرب سوداء وليست  زرقاء والشعور سوداء فاحمه  وليست شقراء ؟؟!!
وأخيرا أقول لك يا صديقي : دعونا من نسج الأحلام والخرافات ودعونا نفيق من أحلام اليقظة ونعيش الواقع كما هو ولو كان مرا؟!!
د. علوي عمر بن فريد