د. عيدروس النقيب يكتب:

رسائلي إلى الرئيس هادي

فخامة الرئيس!!!

سأخاطبك من منطلق ما يقوله المدافعون عنك، وأنا أكاد أكون أقرب إليهم.

يقولون أنك تفعل ما تفعل تحت ضغط دعاة “الوحدة ركن الإسلام السادس” واليوم قد انضم إليهم جماعة “الوحدة أو الموت”.

لنغلق ملف ٩٤، هل تتذكر كيف عاملوكم على مدى عقدين من الزمن؟

‏يا فخامة الرئيس!

جنوب ٢٠١٩ ليس كجنوب ٩٤ ولا حتى كجنوب ٢٠١٥م، نشأت حقائق جديدة يدركها حتى غير الأذكياء، ونعتقد انك أذكى منهم.

القفز فوق هذه الحقائق تحت ضغط دعاة الانتقام أو أصحاب العنتريات، يفقدك حجة تمثيل كل الشعب.

لا تصدق أنك بلا حول ولا قوة.

ثق أن معك أنصار الحق وما أكثرهم!!

‏يا فخامة الرئيس!

لا تصدق من يعدونك بهزيمة الحوثي وهم يتواصلون معه نهاراً جهاراً، فلو كانوا قادرين لفعلوها في عز ضعف الحوثي.

لا تصدق الذين يستظلون بشرعيتك ليحصدوا المليارات، ثم يهددوك بتسليم مأرب للحوثيين إن لم تسلمهم الجنوب، إقرأ رسالتهم هذه جيداً لتكتشف أن لا شرعية تهمهم ولا وطن.

‏يا فخامة الرئيس!

نحن لا نطلب منك إعلان دولة الجنوب، فنحن نعلم أن قراراً كهذا لن يكون إلا جزً من عملية سياسية أشمل.

نحن نتمنى إعادة صياغة تحالفاتك من خلال الرهان على من ينصرون الشعب وينصرهم وليس المتاجرين بآلام الشعب وبشرعيتك.

لا تصدق أنك بدونهم لا شيء، بل ثق إنهم هم بدونك لا شيء.

‏يا فخامة الرئيس!

نجاحك في بناء تحالف وطني متين يهم كل شرفاء الجنوب والشمال.

فلا تستصعب التخلص ممن خذلوك على مدى خمس سنوات لأنهم لن يقدموا لك شيئا.

لقد سلموا صنعاء للحوثيين، وهربوا وأنت رهن الاحتجاز، وعندما وعدوك بسحق شعب الجنوب أنت تعلم ما جرى، فإلى متى تواصل الرهان على هؤلاء؟

‏يا فخامة الرئيس!

إن حلفاءك يعتقدون أنهم سيعيدون غزو الجنوب تحت مظلة شرعيتك، وهم يضعونك مرة أخرى أمام خيارين: إما توريطك في التستر عليهم والاشتراك في الجريمة، وإما كشفهم والدخول في أزهى صفحات التاريخ، وأنت صاحب الاختيار.

أما شعب الجنوب فقد تعلم كيف يحرق نمورهم الورقية الزائفة.

‏يا فخامة الرئيس!!

إذا كنت تعتقد أن الشمال هو حزب الإصلاح وعلي محسن والمقدشي والبركاني والعليمي فأنت مخطئ فهؤلاء لم يستطيعوا استعادة قراهم من يدي الحوثي فكيف سيستعيدون لك الدولة؟

في الشمال آلاف الشرفاء من المبعدين والمقصيين من قبل أولائك ولو بحثت عنهم لجاؤوك لكنك لم تفعل، فجربها.

‏وأخيرا يا فخامة الرئيس!!

لا تعتقد أن من تركوك وحيداً وولوا هاربين سيعيدون لك الجنوب، بعد أن كرروا الفشل بتفوق.

أمامك أكثر من خيار غير الرهان على هؤلاء، أحدها الرهان على ملايين الشرفاء الجنوبيين، وهو ما لم تحاوله بعد، فهل تحاول النجاح ولو لمرة واحدة بعد أن جربت الفشل عدة مرات.؟

‏يا فحامة الرئيس!!

لقد خسرت الشمال كله بسبب الحلفاء الذين برهنوا أنهم أسوأ من الحوثي، فاختار الشماليون الحوثي، لأنه أقل سوءً من حلفائك.

أما الجنوبيون فقد حددوا خيارهم واختاروا طريقهم فلا تخسرهم باختياراتك السيئة لحلفائك الجنوبيين مثلما خسرت الشمال والشماليين.

والله من وراء القصد.

د عيدروس نصر ناصر