د. علوي عمر بن فريد يكتب:

لماذا هذه الحملات المسعورة على التحالف؟!

عندما هب إخوتنا العرب في الجزيرة العربية والخليج لنجدتنا وتخليص بلادنا من النفوذ الفارسي وعملائه في اليمن.. وضحوا معنا بأنفسهم وأموالهم وقدموا فلذات أكبادهم في جبهات القتال واستشهد المئات منهم لم يزدهم ذلك إلا عزيمة وإصرارا على دحر العدوان الفارسي وأدواته ، فماذا واجهوا في اليمن ؟؟!!
واجهوا الغدر والمكر والخديعة والخذلان ممن أتوا لنصرتهم ..دعموهم بالمال والسلاح والذخائر وكانوا يهربونها للحوثي ..حتى اللباس العسكري والأحذية باعوها له ويعلقها التجار في صنعاء على واجهة محلاتهم جهارا نهارا دون خجل !!
سربوا له الإحداثيات والمواقع العسكرية ومستودعات الأسلحة والذخيرة ..وفي الوقت الذي قام أسود الجنوب بمساعدة التحالف العربي بتطهير الجنوب من الغزو الحوثي ليس هذا فحسب بل ناصروا التحالف العربي في تطهير الساحل الغربي لليمن من باب المندب حتى الحديدة ولم يوقفهم إلا مجلس الأمن !!
وفي الجبهات الأخرى انتشروا على الحد الجنوبي لمؤازرة إخوانهم في السعودية بل وتوغلوا في صحاري الجوف وجبال صعده واستشهد عشرات الأبطال منهم ..فماذا فعلت الشرعية ؟؟!!
لقد أرسلوا أرتالآ من بلاطجة الإصلاح والدواعش من مأرب إلى شبوة فغدروا بالحزام الأمني بالتعاون مع عملائهم في عتق ثم واصلوا سيرهم إلى أبين وعدن للانقضاض على الجنوب من جديد وكان لهم نسور الجو بالمرصاد ودحروهم على بوابة العلم ..وقامت القيامة على التحالف إعلاميا وشكوا وبكوا عبر وسائل الإعلام
وأخذوا يشنعون على التحالف الخ ..وقبل مرور 24 ساعة بدأت التفجيرات والعمليات الإرهابية في عدن من جديد بعد أن أمنت عدن منذ أن طهرتها النخب والأحزمة الأمنية !!أما في الشمال ماذا فعلوا ؟؟!!
ظلوا طوال خمس سنوات منبطحين في مأرب يمضغون القات ظهر كل يوم ..ويتبادلونه مع الحوثيين لتجديد الولاء لسادتهم دهاقنة قم وسلالتهم الفارسية .وأبعد نقطة وصلوها منطقة "نهم " التي أصبحت سوقا للتهريب بين الطرفين !!
لقد أثبتت الوقائع والأحداث أنهم عصا واحدة انقسمت نصفين : نصف في اليمن ونصف مع الشرعية .. ويتبادلون الأدوار وشعارهم "من فاته اللحم ما فاته المرق" الأب مع الشرعية والابن مع الحوثي أما الشرعية فقد سهلت لهم المملكة كافة سبل الراحة وأنزلتهم أفخم الفنادق والقصور وغمرتهم بحسن الضيافة ومنحتهم الأموال الطائلة ...فبماذا جازوها هي والإمارات ؟؟!!
لقد جازوا التحالف بنكران الجميل وانطبق عليهم قول الشاعر العربي :
أعلمه الرماية كل يوم.... فلما اشتد ساعده رماني.
وكم علمته نظم القوافي... فلما قال قافيته هجاني.
إن صاحب الإحساس والتأثر يراعي مشاعر إخوانه، ويحترمها، ويحذر أن يمسها بسوء، و الذي يؤذي الناس يسلط الله عليه من يؤذيه، وغالبًا بالشيء الذي آذى غيره به ،إن الإنسان بطبيعته يعاشر الناس، وفيهم الكريم واللئيم، فيهم من إذا أحسنت إليه شكرك وعرف لك الجميل وذكرك بالذكر الحسن وكافأك على المعروف متى ما سنحت له فرصة ولو بكلمة طيبة، ومنهم اللئيم من إذا أحسنت إليه تمرد وكفر معروفك وأنكر جميلك وتناساك وجفاك إذا انتهت مصلحته وتمت فائدته .
ومن رحل لن يعود ومن ضرك سيضره شخصًا ذات يوم ومن أبكاك سيجد من يبكيه، فالأرض دائرية والدنيا تدور فالصفعة التي يهديها اليوم ستعود له بنفس الحدة غدًا فلا تظلموا فتُظلموا.كما قال الشيخ عائض القرني !!
ونكران الجميل دليل على خسة النفس، فصاحب هذه النفس المعروف لديه ضائع والشكر عنده مهجور وأقصى ما يرنو إليه هو تحقير المعروف الذي أسدي إليه وعدم الوفاء لمن أحسن إليه. والحق سبحانه وتعالى يقول : "وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين"آل عمران –الآية 134
ونكران الجميل من شيم اللئام، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله. وقد وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمته إلى الاعتراف بالجميل وعدم نكرانه،"من أُعطيَ عطاءً فوجد فليجْز به، ومن لم يجد فليثن فإن مَن أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر، ومن تحلَّى بما لم يُعْطَهْ كان كلابس ثوبَي زور". أما أن يحسن الناس إلى آخرين فلا يجدون إلا نكرانًا فهذا دليل على خِسَّة النفس وحقارتها؛ إذ النفوس الكريمة لا تعرف الجحود ولا النكران، بل إنها على الدوام وفية معترفة لذوي الإحسان بالفضل والامتنان. أما اللئيم فإنه لا يزيده الإحسان والمعروف إلا تمردًا:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته.. ... ..وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
الوطن هو «الشرف والعرض والعهد والماضي والمستقبل، وكل شيء»، ومن يتنازل عن هذه المبادئ، ويسيل لعابه لحفنة من الدراهم، أو ينجرف خلف شعارات الأعداء خدمة لأهدافهم، ويبيع انتماءه لبلده ودينه ومجتمعه بأبخس الأثمان، فهذا لا يستحق العيش فوق ثراه، ولا يشرف الوطن به، ورحم الله ابن الرومي حين قال:
ولي وطن آليت ألا أبيعه
وألا أرى غيري له الدهر مالكا
ومن باع وطنه فقد أضاع شرفه وسقطت أخلاقه وهيهات لها أن تعود وإذا سقطت القيم سقطت الأمم .
د. علوي عمر بن فريد