د.علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

الحروب النفسية من أجل المصالح!!

يرى أنصار حروب الجيل الرابع أن “الحرب النفسية من أخطر أنواع الحروب، لأنها تستهدف الإنسان عقله وتفكيره وقلبه لكي تحطم روحه المعنوية، وتقضي علي إرادة القتال وتقوده نحو الهزيمة، كما أن الحرب النفسية هي أخطر الحروب ، وهي تعمل علي بذر بذور الفرقة والانقسام بين أبناء الشعب، أو المجتمع الواحد ، وتعمل في الظلام وتطعن من الخلف،كما يقول د.محمود محمد علي –بجامعة أسيوط.
وتلجأ الحرب النفسية إلي تشويش الأفكار، وخلق الأقاويل، والإشاعات المغرضة، ونشر الإرهاب، وإتباع وسائل الترغيب والترهيب، مما يجعل هذه الحرب أشد خطورة من حرب المواجهة العسكرية في ميادين القتال
الحرب المادية ليست العامل الوحيد ولا الأول في كسب الحرب .
وتوجه الحرب النفسية “لشل معنويات العدو، وتقليل عزيمته علي القتال، وإلقاء الرعب في قلبه، ودفعه إلي الاستسلام والحرب النفسية ..
لذلك رأي منظرو حروب الجيل الرابع أنه يمكن استخدام الحرب النفسية من خلال بث الشائعات في المجتمعات المستهدفة ، عن طريق رفع أو تدمير الروح المعنوية للمستهدفين،

وتهيمن هذه الأيام ظاهرة انتشار التضليل والتعتيم والصور النمطية والتشويه، بين الشمال والجنوب وانتشار ظاهرة ثقافة الحقد والكراهية والخوف من الأخر والعمل على إقصائه في وسائل الإعلام المختلفة. فالصراع اليوم في اليمن يعيش صراع شرس على كسب الرأي العام المحلي والإقليمي ، وهذه الصراعات مع الأسف الشديد تحدث في أحيان كثيرة بتواطؤ غير أخلاقي وغير شريف لوسائل الإعلام مع سلطة المال والسياسة. فالإعلام العربي اليوم مطالب أكثر من أي وقت مضى بأن يتعامل بمهنية وحرفية وبأخلاق عالية مع الأزمات المختلفة سواء كانت محلية أو إقليمية أو دولية،
ومع الأسف الشديد أصبح من سمات إعلام عصرنا الحاضر، انحيازه للبغاة تحت عناوين وأجندات مشبوهة و فشل في المساهمة في حل الأزمات والحروب والأعمال الإرهابية بل ساهم ويساهم في التشويه والتضليل والدعاية وبث الحقد والكراهية وثقافة الإقصاء بين الشعوب والأمم. والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام هو ما هي أهداف الإعلام وما هي رسالته؟!! في عالم يحتاج إلى السلم والأمان والتقارب بين الشعوب والحضارات والديانات وليس الحروب والأزمات!!؟؟.
((وتشير الدكتورة فوزية عبد الستار أستاذة القانون الجنائي بجامعة القاهرة المصرية إلى أن الشائعة تدخل في نطاق الكلام الذي ينقل ولا أصل له؛ ولكنها تثار لأغراض يصبو إليها مروجوها.وتابعت أن معظم الشائعات التي تثار في هذه الآونة ليست ذات قيمة، فمثلا الشائعات التي تثار على موقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” في جميع المجالات السياسية تنال رموزا سياسية أو فكرية))
ويقول د.علي الزهراني :
(تتحدث المصادر التاريخية بان أقدم الأمثلة المعروفة للحرب النفسية هو ما فعله (الأسكندر الأكبر المقدوني) عندما قام بصناعة عدد كبير من الدروع والخوذات (الضخمة) والتي كان يتركها خلفه ليجدها أعداءه فيعتقدون أن جيش الأسكندر يحتوي على عمالقة يصعب مجابهتهم وبالتالي يمتنعون عن ملاحقتهم !!
كما أن القائد المغولي جنكيز خان كان يبعث أمام الجيش بمن ينشر الرعب في أوساط البلاد المراد غزوها من حيث أعداد المغول الكبيرة وأفعالهم الوحشية من اجل بث الرعب في النفوس الضعيفة (نحذر من تضخم قوة العدو أو تناقل أخبار تضعف اللحمة الوطنية)، ثم انه قضى على البقية المتبقية بخداعهم بجعل مجموعة مدربه من الفرسان يتحركون وبسرعة كبيرة من مكان إلى آخر..!!
.وهذا هو نفس الأسلوب الذي يتبعه حزب الإصلاح الإرهابي في اليمن و ما يقوم به حلفاؤهم من المجرمين «الدواعش» وعناصر "القاعدة " عندما فجروا عدة معسكرات في عدن وكان ضحيتها مئات الشهداء من المجندين الجنوبيين !!
وبين الحين والآخر يستغل حزب الإصلاح الإرهابي تفجر الأحداث ونشوب الصراعات الدموية بين أطراف الخلاف وخاصة في الجنوب وفي جو الفوضى تنفلت خلاياه النائمة فجأة للاستيلاء على المرافق الرسمية كما حصل مؤخرا في محافظة شبوة مما تسبب في إرباك المشد الأمني وإضعاف المؤسسات الأمنية والعسكرية .وتظهر إلى العلن بعض العصابات القبلية التي تنهب وتسلب كل ما تجده أمامها كما جدث في عتق قبل أسبوعين وعاثت فسادا في الأرض!!
إن الكثير من الدول قديما وحديثا تراهن على الجبهة الداخلية فمتى ما كانت هذه الجبهة هشة وضعيفة كلما سهل على العدو اختراقها، وكلما كانت قوية ومتماسكة كلما عجز العدو وكل أساطيل العالم في اختراقها.كل تلك الصراعات هي من أجل حماية مصالح المتنفذين كما جاء في تقرير للخزانة الأمريكية بأن ما نهبه الشماليون من الجنوب يقدر من 600 إلى 700مليار دولار ما بين 1994م إلى عام 2014م أي خلال 20عاما وهذا فقط من إيرادات الثروات النفطية والغاز
- وفي إحصائية سرية تم تسريبها تكشف وتفضح كيف يتم توزيع ثروات شبوة على الحلف الزيدي باسم الوحدة اليمنية كما يلي :
- الشيخ عبد المجيد الزنداني 5%
- حميد الأحمر و اخوانه 10%
- علي محسن الأحمر 15%
- نصيب الدولة 21%
- نصيب الشركات المنقبة 49%
- هذا خلاف ما تم نهبه من الذهب والأسماك أما ما تم نهبه من أراضي وممتلكات ومقرات ومؤسسات دولة الجنوب فهي تعد خارج هذه المبالغ الخيالية ...وبعد كل عمليات النهب والاستباحة يتشدقون ويقولون : أنتم الجنوبيون انفصاليون وعنصريون وضد الوحدة اليمنية !!!
د.علوي عمر بن فريد