صلاح السقلدي يكتب:

يمن موحد مهترئ غير منفلت من عقاله

وخزة:

يبتهج كثيرٌ مِـــن الشماليين بالخطوات التي تقوم بها السعودية في شبوة وعموم الجنوب، الخطوات الرامية إلى فلق الجنوب الى نصفين، ظناً منهم أن هكذا تـوَجّــه يؤسس لفكرة مشروع دولة الستة الاقاليم التي ينشدها حزب الإصلاح والفئة الجنوبية النفعية المحيطة بالرئيس هادي.

فالسعودية التي فعلاً تسعى الى تقسيم الجنوب الى شطرين شرقي وغربي، تقوم بذلك إنفاذاً لتطلعاتها ومصالحها، وليس تنفيذا لفكرة دولة الستة الأقاليم بعموم اليمن كما يعتقد سُــذج حزب الإصلاح ومن يغرق في بحر أوهاهم الأنانية البليدة، فهي أي السعودية فوق أنها تدرك جيدا أن هذا المشروع المستحيل التنفيذ على أرض الواقع سواء في الجنوب أو في معظم الشمال، فصنعاء بيد الحوثيين، وعدن بيد الانتقالي والمكلا بيد الرياض وأبوظبي وبيد المجلس الانتقالي الى حد كبير، كما أن تعز تتنازعها أكثر من جهة، ولم يبق لدى حزب الإصلاح بالتالي غير مدينة مأرب - ولا أقول محافظة مأرب – لتكفيه هذه المدينة أن يؤسس فيها إمارته الإسلامية لا دولته الاتحادية المنشودة، التي يعتقد أنه سيكون حاكمها المنتظر كونه –وفق حساباته- الحزب الأكثر تنظيما وتسليحا ومالاً قياسا بباقي الأحزاب والقوى الهزيلة الموجودة بالساحة، فأنها أي السعودية ذاتها تقف بوجه هذا المشروع لئلا يصير مشروعا لدولة يمنية يستحوذ عليها حزب الإصلاح، المصنف سعوديا بذراع حركة الإخوان الدولية الإرهابية بحسب التوصيف السعودي الإماراتي، بل ستتخذ من هذا المشروع حصان طروادة الخشبي للنفاذ الى رحاب مصالحها باليمن. فهي لن تدعم يمن موحد بنسخة عام 90م ولا حتى بنسخة 94م، ولن تدعم بالمقابل يمن ما قبل عام 90م كما ينشد ذلك الجنوبيون، بل سيكون في أجندتها يمن عوانٌ بين ذلك ،يمن موحد مهترئ غير منفلت من عقاله على الطريقة الصومالية ، يمن لا وحدة تُــرجى ولا انفصال يُــنسى.

وبالتالي فمن يساند هذا التوجه السعودي من الشماليين فهو يذهب على قدميه بغباء صوب الضياع والتمزق من حيث قدّر أنه سيخضع الجنوب ثانية لمنطق الوحدة أو الموت .

ومن يسانده من الجنوبيين فهو من حيث يعلم أو لا يعلم يحفر قبر الجنوب بمعوله، وينسج كفن القضية الجنوبية بمخرز جنوبي ذليق، ويكسّـــر مجاديفها بوسط خضمّــها الهائج .

وعلى الجميع العفاء.

(قل للأمين جزاك الله صالحةُ×لا يجمع اللهُ بين السُخل والذيبِ

السخل يعلم أن الذئب آكله×والذيبُ يعلمُ ما في السخل من طيبِ).