د. علوي عمر بن فريد يكتب:
نداء إلى أبناء الجنوب.. لا تلعبوا على وتر المناطقية !!
مقدمة :
بقراءة متأنية للتاريخ نجد أن الممالك الجنوبية القديمة في الماضي كانت ممالك مستقلة بذاتها مثل : أوسان – قتبان – مملكة حضرموت – مملكة حمير.
وقد نشب الصراع التاريخي بين الممالك الجنوبية أعلاه والممالك الشمالية مثل : سبأ-معين –على السواحل الجنوبية والمواني البحرية التي كانت الممالك الجنوبية مسيطرة عليها و على تجارة العالم القديم منذ القرن السابع قبل الميلاد وقد شنت معظم الحملات الحربية على الممالك الجنوبية في عهد الملك السبأي كرب أل وتر وهذا يدحض المقولة أن اليمن تاريخيا كان بلدا موحدا تحت راية واحدة ولكنه في حقيقة الأمر كان عبارة عن ممالك متفرقة إلا أنه جرى ضم تلك الدويلات بالحروب وليس بالتراضي في فترات قصيرة لا تزيد عن 30 إلى 50 عاما أو أقل ثم تتفكك من جديد في فترات تاريخية متباعدة لا تزيد عن ثلاث مرات طوال تاريخه .. واستمرت الحرب سجالا بين الشمال والجنوب خلال تلك المدد الزمنية ،هذا من جهة ..ومن جهة أخرى عاد الجنوب يحكم ذاته على شكل سلطنات وإمارات صغيرة مستقلة بذاتها تأبى الخضوع لبعضها البعض بحكم تركيبتها القبلية وصعوبة تضاريسها الجغرافية مما عمق عزلتها التي لا تخلو من بعض النزاعات فيما بينها بين الحين والآخر .
إلا أن المناطق الجنوبية وخاصة الساحلية كانت أكثر انفتاحا على العالم وأكثر رقيا من سلطنات الداخل . ولم يكن اليمن تاريخيا دولة واحدة كما يحاول أصحاب الفيد والنهب بذلك للسيطرة على الجنوب !!
إن مثل هذه الأساطير والروايات التاريخية الملفقة التي يحاول النظام العنصري السلالي المتخلف أن يقنعنا بها اليوم لإلحاقنا وضمنا إلى زريبته وحظيرته فهو في الوقت نفسه لا يعترف حتى بأصولنا وأنسابنا التاريخية ويطلق علينا أقذع المسميات التي تطعن في أصولنا وأنسابنا ..ولا نريد الخوض في هذا المجال ..والمثل الشعبي يقول ) : من كان بيته من زجاج لا يرمي بيوت الناس بالحجارة )
وهم قد جربوا الجنوبيين في عدة حروب في الأعوم 1972م – 1979م وكانوا على بعد مائة كيلومتر من صنعاء وعجزوا أن يكسروا إرادتهم والمثل الشعبي يقول (ما يكسر الحجر إلا أختها )
ورغم الانقسام الجنوبي منذ الاستقلال مرورا بحرب الرفاق عام 1986م وحتى أعوام 1990م و1994م والغزو الحوثي الأخير على الجنوب فقد تمكن فصيل من شرفاء الجنوب من كسر كل الهجمات الشمالية على الجنوب ،ولم يعد أمام النظام اليمني إلا بث سموم الفرقة والفتن وإحياء المناطقية وتعميق القبلية بين المحافظات الجنوبية لزرع الخلافات بينها ، بالإضافة إلى أدواته التي يحركها حزب الإصلاح من فلول القاعدة وداعش وتكليفها بالمهام القذرة في الجنوب !!
وفي الوقت نفسه أتخذ من بعض الشخصيات الجنوبية المأزومة والمستأجرة حصان طروادة لبث الفتن وإحياء الثارات بين أبناء الجنوب لأنه يعلم علم اليقين أن عودته إلى الجنوب لن تأتي إلا عبر تلك الأنفس الوضيعة التي تربت ودجنها على موائده ..وبعد هذا كله فأنني أحذر كل أبناء الجنوب من توخي الحذر من نشر الإشاعات التي يطلقها العدو بقصد إضعاف الجبهة الجنوبية كما جاء في أحد المنشورات التي تناول فيها أبين والضالع ومحاولة دق أسفين الخلاف بينهما !! وعلى الشرفاء من أبناء الجنوب السعي الجاد للتلاحم والتكاتف من أجل الجنوب لاستعادة دولته العربية في جنوب الجزيرة العربية والله من وراء القصد .
د. علوي عمر بن فريد