د. عيدروس النقيب يكتب:

الدس والتدليس سلاح المفلسين

منذ أيام تداولت مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإعلامية المدعومة من بعض أطراف "الشرعية" والداعمة لها عدة بيانات منتحلة منسوبة إلى وجهاء وجماعات قبيلة من عدة مناطق جنوبية، من يافع َوالفضلي والعوذلي والمياسر وبا كازم وحَسنة والعوالق وغيرها من مناطق ابين وشبوة تعلن فيها "تأييدها" للهاربين ورفضها لحالة الأمن والاستقرار التي نجحت قوات الحزام الأمني والمقاومة الجنوبية في تثبيتها بعد هروب من كانوا يقودون عصابات التخريب والعبث والإجرام باسم "الشرعية" ولم يخجل أصحاب هذه "البيانات" المنتحلة من إيراد أسماء وجهاء وشخصيات اجتماعية محترمة تبين فيما بعد أن أصحابها لم يكونوا يعلمون شيئا عن تلك البيانات سوى بعد قراءتها على شبكات التواصل الاجتماعي.

وعند ما قام الوجهاء المفترى عليهم بتكذيب هذه الادعاءات وأعلان دعمهم لقوى الأمن الجنوبية وللمجلس الانتقالي الجنوبي وجهودهما الرامية إلى تثبيت الأمن والاستقرار ومناصرتهم لمطالب الشعب الجنوبي، أُخرِسَت تلك المواقع ولم تنبس ببنت شفة واتضح أن الأمر لم يكن سوى سلاح معطوب من أسلحة الساسة المتهورين المفلسين.

اليوم وبعد مهرجان لودر الجماهيري الذي رفض مخططات الاجتياح الهمجية لشبوة وأبين وكل الجنوب والوقوف مع الشعب الجنوبي ومطالبه المشروعة، لجأ المفلسون الهاربون إلى خطة أخرى لا تقل بؤسا عن مخطط البيانات المزيفة، من خلال التحريض ومحاولة إشعال الفتنة بين أبناء منطقتي مودية ولودر ونواحيهما مستدعين أحجيات وترّهات تعود إلى أزمنة غابرة تجاوزها أبناء أبين والجنوب منذ عقود.

أعرف جيدا أهلنا في منطقتي لودر ومودية ومواطنيهما ومديرياتهما وقبائلهما، وقد تشرفت بالعمل بين أبناء تلك المناطق لسنوات وكان لي شرف بناء علاقات أخوية متينة ومثمرة مع أبنائها وقادتها، وأعرف جيدا أن محاولة دق الأسافين بين أبناء تلك المناطق هي عملً أحمق لا يقوم به إلا متهور وطائش أو مأزوم لأسباب بعضها معلوم وبعضها مجهول.

لطالما فاخرنا بتلك الروح الواحدة وَمتانة الثقة بين أبناء وقادة مناطق لودر والوضيع ومكيراس ومودية والمحفد وجيشان، دون أن يعزل هذا أهل تلك المناطق عن بقية مناطق أبين، ولذلك يساورني يقينٌ لا يتسرب إليه أدنى قدر من التردد والشك أن أبناء أبين الأبطال في هاتين المنطقتين وفي عموم ابين سيفوتون الفرصة على العابثين بمصير أبين ومصير الجنوب، وسيتصدون لهذه الحماقات بعدم الانسياق وراء من يحاول النجاة من الغرق من خلال التمسك بقشة الفتنة ودق الأسافين.

لا يمثل هذا النوع من التحريض سوى سلوكٍ محبطٍ للراغبين في الانتقام من أهلهم حتى لو استجلبوا الضباع والذئاب وما هب ودب لنهب وسلب وتدمير ما بناه الأهالي في عقود من ازمنة العطاء والإيثار مما لا يعلم عنه أولائك الطارئون شيئاً.