د. عيدروس النقيب يكتب:
نداء إلى الأشقاء في التحالف العربي
الأشقاء الكرام في قيادات دول التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن المحترمون.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحييكم تحية الشقيق للشقيق والشريك الصادق لشريكه الموثوق في مصداقيته.
لست بحاجة إلى تذكيركم أن الأحداث المؤسفة التي شهدتها العاصمة الجنوبية عدن خلال شهري أغسطس وسبتمبر الفائتين قد كانت بسبب العدوان المسلح الذي ارتكبته القوات المحسوبة على "الشرعية" التي منعت مسيرة تشييع شهداء العدوان الإرهابي على مركز شرطة الشيخ عثمان ومعسكر الجلاء التدريبي وبسبب هذا العدوان "الشرعي" أزهقت أرواح وأريقت دماء تعلمون بقية التفاصيل المتعلقة بها.
لقد دعوتم إلى وقف التصعيد والجلوس على طاولة الحوار لمناقشة أبعاد الأزمة وخلفياتها، ولبى الجنوبيون ممثلون بالمجلس الانتقالي الجنوبي هذه الدعوة الكريمة وأوقفوا كل مظهر من مظاهر التصعيد، وقدم وفد المجلس الانتقالي مرتين إلى مدينة جدة وما يزال حاضرا فيها منذ أكثر من شهر، بينما لجأ "الشرعيون" إلى الكذب والخداع فلم نسمع عن مدى جديتهم في الحوار، أما تعهدهم بوقف التصعيد فقد كان مجرد كذبة كبيرة مكشوفة لكل ذي عينين حيث استمروا في حشد الحشود والتهيئة لحرب لا يعلم متى سيعلنون ساعة الصفر لها ولا أبعادها وتداعياتها إلا الله.
إن ما شهدته مدينة عزان في محافظة شبوة يوم الأمس (الخميس 3/10/2019م) من عدوان "شرعي" على المواطنين المعتصمين سلميا مما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى، إنما يبرهن على زيف وكذب وخداع أقطاب هذه الشرعية وإصرارهم على التصعيد باتجاه إجبار الجنوبيين على الرد المسلح على أعمالهم الإجرامية تلك.
لقد التزم الجنوبيون وقيادتهم في المجلس الاننتقالي ضبط النفس والربط على الجراح التزاما بتعهدهم بعدم التصعيد، لكن من يردع القتلة والمجرمين المتلفعين برداء الشرعية، ومن يعريهم ويوقفهم عند حدهم، ليكفوا عن الاستهتار والاستخفاف بدول التحالف وقياداتها أولا وبدماء وأرواح المواطنين الجنوبيين ثانيا.
إنكم تعلمون أن الذي يستأسدون على الجنوبيين في شبوة وأبين وعدن، قد مضت سنوات على آخر طلقة وجهتها فوهات بندقياتهم ضد عدونا المشترك المتمثل بوكلاء المشروع الفارسي في اليمن، وهو ما يدل على أنهم قد أعدوا العدة للتماهي مع هذا المشروع والانقضاض على الجميع وهذا الأمر لا يحتاج إلى براهين أكثر مما فضحته الحقائق خلال الشهرين المنصرمين.
إن عدم التصدي لهؤلاء المختطفين لـ"الشرعية" والمستظلين بعباءتها أنما سيعني تشجيعهم على ارتكاب المزيد من الجرائم في حق الشعبين في الجنوب والشمال وفي حق الأشقاء في التحالف العربي وهو ما يعني التهيئة لإفشال المهمة الرئيسية لإعلان عاصفة الحزم وتغيير ميزان القوى لصالح المشروع الإيراني في اليمن وفي منطقة الخليج والجزيرة العربية الأمر الذي لم يعد بخافٍ على أحد.
إن التزام المجلس الانتقالي وقوى الأمن الجنوبية التماسك وضبط النفس والربط على الجراح إنما يأتي وفاءً للتعهد بوقف التصعيد، لكن هذا لا يعني منع أهالي وأسر الشهداء والجرحى اللذين يسقطون برصاص قوات "الشرعيين" من اختيار طريقتهم لإيقاف العدوان على أبنائهم وذويهم، كما لا يمكن لأحد أن يلوم هؤلاء الأهالي إذا ما اختاروا سبيلا آخر لإنصاف الضحايا وإحقاق الحق وردع المجرمين والقتلة بما في ذلك اللجوء إلى القضاء الدولي، خصوصاً وإن هؤلاء القتلة ما يزالون أحرارا وقد يواصلون ارتكاب جرائمهم ما لم يلاقوا من يتصدى لهم وينزل بهم العقوبات القانونية.
إننا نشهدكم على ما يفعله ضيوفكم الذين استعذبوا ما عودتموهم عليه من كرم الضيافة وحسن الإقامة ونسوا مهمتهم الرئيسية، وندعوكم إلى قطع أيدي المجرمين للحيلولة دون حدوث تداعيات قد تخرج عن سيطرة الجميع إذا ما تمادى هؤلاء في جرائمهم.
نسأل الله لكم التوفيق في إحقاق الحق لأهله وردع الباطل وأهله.