هل قطر في الخليج أم معه؟

دول الخليج حكومات وشعوب تربطها ببعضها الكثير من الأمور التي توجب وحدتها وتماسكها ومنها الدين واللغة والحدود الجغرافية والعادات والتقاليد والمصير المشترك، لكن بينها دولة لم تعر كل هذا إهتماماً رغم أنها تقع في منتصف الخليج، وبدلاً من الوقوف مع جيرانها وأشقائها استغلت كل ما يربطها بهم لطعنهم، فكلما إزداد توحدهم وتقاربهم إجتهدت في السعي لتفريقهم، مسخرة أموالها وآلتها الإعلامية ومرتزقتها لبث الفتن بينهم داعمةً لكل من يخونهم ويعارضهم، حتى أنها جعلت من نفسها مستضيف رسمي لكل هارب مطلوب لديهم ومعبراً أساسياً له حتى يصل تركيا أو أوروبا.

 

لننظر إلى مصر مثلاً ودور دول الخليج في دعمها مالياً وسياسياً لتحقق إستقرارها الإقتصادي والأمني وفي نفس الوقت نشاهد قطر التي تصر على السير عكس التيار فلا تدخر جهداً لتمويل الإرهابيين فيها وإعلامها لا يفوّت دقيقة دون الإساءة لهذا والتطبيل لجماعة الاخوان المتطرفة على أمل هدم ما تبينه دول الخليج في مصر. وفي ليبيا التي تتعطش للعيش بسلام نرى قطر تفتخر بتبني الجماعات الإرهابية فيها ودعمها للإستمرار بالعبث بأمن ليبيا وإستقرارها ومواردها وتشويه صورة كل متضامن من جيشها الوطني الذي يكافح لأجلها. وفي سوريا كل تنظيم إرهابي مسلح أراد بث رسالته نجد وسائل الإعلام القطرية تتسابق لإيصالها للملأ بالإضافة للأموال الطائلة التي تقدمها لهم وليتها قدمتها للاجئين فهم أحق بها أو على الأقل وفرتها لشعبها الصغير الذي لم يعرف البنية التحتية الجيدة إلا بعد أن فازت دولته بإستضافة كأس العالم وبطرق مشبوهة.

 

أما في اليمن فحدث ولا حرج فدور قطر لم يتوقف على تغذية ثورتها السابقة فهاهي منذ إنطلاقة عاصفة الحزم والتي شاركت فيها بطائرة وعدد رمزي من الجنود حتى يقال أنها ضمن التحالف العربي. ولكن يتساءل المتابع للأحداث عن حربها الإعلامية التي تشنها ضد دول التحالف وما مصلحتها من إستماتتها للوقيعة بينها، ولماذا إعلامها ينعت شهداء الإمارات والسعودية والبحرين بالقتلى بينما من يموتون في تركيا وسوريا وفلسطين يصفهم بالشهداء؟ إلى متى والإعلام القطري يختلق آلاف التقارير المفبركة والأكاذيب المغرضة لضرب العلاقة بين الشقيقتين الإمارات والسعودية في اليمن منتقصاً ومستصغراً التضحيات العظيمة التي قدمتها الدولتين؟ إلى متى ستبقى قطر خنجراً في خاصرة الوطن العربي ونحن نسميها الشقيقة؟

 

وبالنظر لأفعال قطر وما تفترفه بحق الخليج يتضح لنا أن قطر تقع في الخليج فقط وليست معه كما تدعي هي ومحبيها ومن يقتاتون على ما ترميه لهم، وفي ختام هذا المقال لا أملك إلا أن أدعو الله أن يكف أذاها عن العرب، ويعين الشرفاء من شعبها على تصرفاتها، فليس بكامله مؤيداً لصبيانية إستخباراتها ومطامع القرضاوي وعزمي.