صلاح السقلدي يكتب:

انتصارات الضالع تعري جيش التباب والدُشَم

معارك الضالع عرّتْ نوايا ما يسمى جزافاً بالجيش الوطني التابع لحزب الإصلاح، وكشفتْ ما بقي من حقيقة غامضة لدى بعض الدهماء.

حقيقة أنه جيش يتم تجهيزه اليوم بوجه الجنوب وفي قادم المراحل، ولا يأبه بالتوجّــه صوب صنعاء إلّا من البوابة السياسية وليس العسكرية، ليس لأنه فقط لا يقوى على مواجهة الحوثيين برغم الإمكانيات العسكرية الهائلة والغطاء الجوي واسع النطاق والدعم المالي والمادي والسياسي غير المحدود الذي يتلقاه هذا الحزب من السعودية وما يسخّـره من موارد الدولة لمصلحته، ولا لأنه يحرص أن يظل محتفظا بطاقاته العسكرية والمادية والبشرية. بل لأنه يرى في دخول صنعاء في هذه الأثناء سواءً عسكرياً أو سلمياً أمراً ثانوياً، كما يرى فيها مضرة عليه وعلى وحدة 94م كونها وفق حساباته ستجعل الشمال منشغلاً بنفسه وستمنح الجنوب فرصة لترتيب وضعه - قياساً بأهمية معركته في الجنوب التي ينظر إليها بأنها معركة ليست من أجل استمرار السيطرة على منابع الثروات فحسب بل لأنها معركة وجودية ومصيرية.!

ولستر هذه العورة التي كشفتها معارك الضالع شاهدنا منذ يوم أمس كيف حاولت رموز الشرعية أو بالأحرى رموز الإصلاح -ابتداءً من علي محسن الأحمر وما دونه- ركوب موجة انتصارات الضالع وكيف تدّعي الوصل بها وتنسبها لجيشها الخرافي زوراً وتدليساً في عملية سرقة دم واضحة، لئلا تبدو هذه الانتصارات فاضحة ومقزمة لانتصار جيش التباب والدشم.

ولكي لا يتم وضع ما جرى بالضالع -برغم شحة الإمكانيات- موضع المقارنة مع الإمكانيات الضخمة التي يتمتع بها جيش الإصلاح بمأرب، وكيف يتثاقل ويتهيب بالشمال، ويكشّـــر عن أنيابه بالجنوب كما فعل مؤخراً بشبوة!