د. عيدروس النقيب يكتب:

وداعا فضل السنيدي

صُدِمت يوم الأمس بنبأ وفاة الصديق والرفيق القائد الحزبي والناشط السياسي الجنوبي فضل محمد عبد الله السنيدي، بعد حياة حافلة بالعطاء ومسيرة مكللة بالاستقامة والنقاء وبعد انقطاع التواصل بيننا لسنوات بسبب ما آلت إليه أحوال البلاد من سوء وتدهور.

 انخرط فضل السنيدي في الحياة السياسية مبكراً وربما كان في العشرينات من عمره حينما تولى مهمة المسؤول التنظبمي لمنطقة خيرة التي انتقلت من مديرية رصد بمحافظة أبين (المحافظة الثالثة حينها) إلى مديرية ردفان محافظة لحج (المحافظة الثانية آنذاك)، في مطلع السبعينات من القرن الماضي وبهذا صار فضل موزعاً بين مديريتين ومحافظتين وبقي هكذا حتى وفاته عليه رحمة الله.

كان فضل ممتلئاً بالحيوية والنشاط وتحمل المسؤوليات مبكرا وتنقل في المهمات ليتولى العديد من المسؤليات الحزبية والإدارية، على مستوى مديرية ردفان ومحافظة لحج وعلى مستوى قيادة الحزب الاشتراكي واستقر به الحال العام ١٩٩٠م في جهاز الإدارة المحلية بمحافظة لحج، كما شارك في عدد من المؤتمرات العامة للحزب الاشتراكي كان آخرها المؤتمر العام الخامس في ٢٠٠٥م والكونفرنس الحزبي العام في العام ٢٠١٤م.

وعند انطلاق ثورة الحراك السلمي الجنوبي كان واحدا من المشاركين المثابرين في كل فعالية من الفعاليات السلمية ولم يخش رصاص الأجهزة العسكرية الدموية لنظام ٧/٧ التي كانت تستعذب قتل الناشطين وتتلذذ بمشهد دمائهم وهي تنسكب لتروي الأرض العطشى للحرية.

ظل الفقيد متنقلا بين الحبيلين وعتق والضالع وزنجبار وساحة الهاشمي وخور مكسر ورصد والمكلا.

لم يسأله أحد عن ظروفه المعيشية لأن الإجابة كانت واضحة ففضل ليس سوى واحدا من مئات آلاف الكوادر الجنوبية التي أطاحت بها وحدة ٧/٧ إلى رصيف البطالة لكنه مثل غيره من ضحايا هذه الوحدة البائسة كان منشغلا بهاجسٍ آخرَ هو الهاجس الوطني العام الذي آمن مع ملايين الجنوبيين أنه المدخل لمعالجة هموم ومعانايات وآلام الناس وغسل الجنوب من كل الأوبئة التي صنعها وسعى لتغذيتها وتنميتها نظام ٧/٧.

غادرنا فضل فجأةً وكان ما يزال لديه الكثير مما يمكن تقديمه لهذه الارض واهلها الطيبين.

لا يسعني في هذه اللحظة الحزينة إلا أن أتوجه بصادق مشاعر المواساة والعزاء إلى أبناء الفقيد وأسرته وذويه وأهله وكل رفاقه وأصدقائه وإلى الزملاء في قيادة الحزب الاشتراكي وقواعده وكل محبي الفقيد فضل.

لك المغفرة والرحمة من الغفور الرحيم ولذكراك الخلود في سجل الشهداء الأحرار أيها الفقيد النبيل.

ولروحك المجد في ملكوت الخلود الابدي.

ولأهلك وذويك وكل من حزن لفراقك الصبر والسلوان.

وإنا لله وإنا إليه راجعون