د. عيدروس النقيب يكتب:

الأشقاء في التحالف . . ماذا أنتم فاعلون؟

هل هي الصدفة أن يتزامن تأجيل التوقيع على اتفاق الرياض مع هجوم داعش على مديرية أحور ومشاركة قوات "الجيش الوطني" في مؤازرتها بدلا من الدفاع عن المديرية، وهل صدفة أن ينبري أحد وزراء "الشرعية" التي يفترض أنها قد وقعت بالأحرف الأولى على اتفاق الرياض ، ليعلن رفضه للاتفاق ثم يهدد ويتوعد بإعلان الحرب على الجنوب بالتزامن مع اشتداد الهجمة الحوثية على مناطق الضالع الجنوبية؟
قلنا مراراً إلى أن الأجنحة المتطرفة داخل "الشرعية" لا ترغب في الوصول إلى أي اتفاق لأن هذا سيطرح عليها مهمات والتزامات هي أصلا ملزمة بها قانونيا ودستوريا، لكن الحروب المفتعلة تمنحها ملاذا لعدم القيام بهذه المهمات والالتزامات.
هذه المجموعات المتطرفة في"الشرعية" لا تريد تحمل المسؤوليات، لكنها ترغب في تحصيل الإيرادات واستلام المخصصات وتلقي الإعانات والهبات والصدقات والعبث بها، بلا مساءلة أو حتى بيانات صرف.
يعتقد هؤلاء المراهقون المسنون، أنهم سيسقطون عدن بضربة لازب، وأنهم من خلال هذه الألعاب الصبيانية الرعناء سيستعيدون أدوات عبثهم وسيطرتهم التي كرسوها على مدى أكثر من ربع قرن ، لكنهم لا يعلمون أنه إذا كان خروجهم قد كلفهم وكلف الشعب الجنوبي الكثير فإن مغامرة العودة لن تكون أقل كلفةً من مغامرة الهروب.
السؤال الأساسي المطروح للأشقاء في قوات التحالف العربية، الواصلة توّاً إلى عدن: هل تلاحظون ما يفعله ضيوفكم وتحت سمعكم وبصركم، وهل ستتولون دوركم الذي نص عليه اتفاق الرياض في ردع العابثين والمستهترين؟ أم إنكم ستكتفون بدور الشهود أو ستكونون معهم كرماء في منحهم دماء وأرواح الجنوبيين ليعبثوا بها، كما كنتم وما زلتم معهم كرماء وهو يقيمون في فنادقكم الفخمة؟
ننتظر إجابتكم أيها الأشقاء الكرام الكرماء
ودمتم بخير!