صلاح السقلدي يكتب:
صديقي العسل الذي يتوجع بصمت
الصديق الصدوق عباس العسل، تعرض مؤخرا لأزمة صحية حادة تلزم من الجميع الوقوف معه في شدته هذه.. فهو واحداً من أوائل الأحرار بالجنوب الذين قالوا لا للظلم لا للتعسف والاحتلال منذ عام 94م، وتعرض على إثرها لكثير من الأذى من قبل السلطات مثل السجن والمطاردات والمحاكمات وغيرها من صور العسف والضيم. .
صديقي اليساري والثائر والشاعر العذب الذي يُــعد بصدق من أنزه الرجال وأكثرهم وضوحا وإقداما وإيثاراً عن النفس، تذكرتُ له اليوم وأنا اقرأ خبر الزيارة الكريمة واللفتة الوطنية والأخلاقية التي قام بها قادة المجلس انتقالي الجنوبي في مديرية لودر أبيات شعرية شجاعة قالها أثناء تأبين الشهيد جار الله عمر في عدن مطلع يناير 2003م إن لم تخذلني الذاكرة, بحضور مدير أمن عدن حينها العميد المتعجرف محمد صالح طُريق,الذي أمرَ باعتقال العسل بمجرد أن فرغ هذا الأخير من قراءة قصيدته الناقدة، التي كان بيت القصيد فيها من جملة ابيات تعرضت للأوضاع التعسفية التي انتهجت سلطة يوليو 94م:
(أبن العسل قال لو أن شي زلط× با يرجع الشرعي يدور لانفصال)
وبالفعل لم تمر فترة طويلة حتى تحقق توقع العسل،وبدأت الأصوات الجنوبية التي حاربت ضد الجنوب بالشعور بالخجل وتتلمس طريق العودة الى تحت المظلة الجنوبية، ولا أقول بالضبط ما قاله العسل بأن ذلك تم بفعل الزلط، فلم يكن الطرف المهزوم يمتلك ما يغري من مكاسب وأموال طائلة كالتي تحوزها سلطة ذلك التاريخ..
لا أزيد في ذلك غير القول ما أشبه الليلة بالبارحة ،فهناك كان مسمى الشرعية واليوم نفس المصطلح ، وكان هناك مفردة انفصاليين، واليوم انقلابيين متمردين..وكان حينها سياسية الاستقطاب تتم على أشدها، كالذي يتم اليوم تماما. ولكن بالأخير مثلما تبخرت أموال الأمس ستتبخر أموال اليوم, وقديما قيل: المال الذي تأتي به العواصف تذهب به الزوابع.