صالح أبوعوذل يكتب:
هادي والمزايدات باسم القضية الجنوبية
لماذا تحاشى "هادي" الحديث عن الأسباب التي أفرزت القضية الجنوبية، التي قال إنها جوهر السلام والأمن والاستقرار.
الحديث الذي ورد على لسان هادي، خلال اجتماعه ببعض أتباعه، يوم الاثنين، مثير للسخرية، كيف لرئيس يعمل ليل نهار على ضرب مشروعية القضية الجنوبية، أن يتحدث عنها، وهو أحد الذين صنعوا أزمة الحرب والاحتلال للجنوب.
وددت لو يجرؤ هادي ويقدم اعتذاره عن مشاركته في الحرب، بغض النظر عن موقفه من القوى الجنوبية التي ذهبت للوحدة، وعاد هو مع القوى اليمنية التي انقلبت على الوحدة.
الاعتراف بالقضية الجنوبية، سيظل ناقصاً، ما لم يقدم هادي كرئيس اعتذاره عن مشاركته في الحرب، وتقديم اعتذار يتبعه إيقاف الخطاب الإعلامي، وإيقاف الحديث عن "دولة اليمن الاتحادية" لأنها كذبة كبرى، ومن الاستحالة تحقيقها في ظل هيمنة الحوثيين على كل "اليمن الشمالي".
لا أكتب من باب النكاية، ولكن القضية الجنوبية، قضية وطنية عادلة، من يتحدث عنها يجب أن يكون شجاعاً وإلا عليه أن يصمت.
الدبلوماسية في الحديث والخطاب، لا تنفع مع قضية ذبحتها صنعاء مراراً، وكان هادي ونائبه أحد أبرز الجزارين.
ليس ذكياً من يعتقد أنه يستطيع التحايل على القضية الجنوبية وضربها، إذا كانت هناك دولة اتحادية فعلا، فعليهم أولا استعادة إقليم آزال أو على الأقل استعادة إقليم سبأ كاملاً، ثم يأتوا للحديث مع الجنوبيين عن مشروع "اخترعه أحمد عوض بن مبارك" في جلسة مقيل بصنعاء.
وللعلم جنوبيون كثر -وأنا منهم- يرون أن الهوية الحضرمية هي الهوية الجامعة لكل الجنوب، وحتى حيدر أبوبكر العطاس، قال في تصريحات قبل سنوات إن المقترح لاسم الدولة عقب الاستقلال الأول كان "دولة حضرموت" لو لا اعتراض من أسماهم "الجنوبيون من أصول يمنية شمالية"، أصروا على يمننة الدولة الوليدة.
لذلك من يرِد يقزم حضرموت سيكون هو القزم، أما حضرموت فسوف تظل الهوية الجامعة لوطن من المهرة إلى باب المندب.