د. عيدروس النقيب يكتب:

مناقشة حول اتفاق 5 نوفمبر (ملخص للقائي مع إذاعة الكويت)

أجرت معي إذاعة الكويت مقابلة قصيرة للتعليق على اتفاق الرياض الذي جرى توقيعه يوم أمس (الثلاثا 5 نوفمبر 2019م) في العاصمة السعودية الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الرئيس الشرعي عبد ربه ممنصور هادي.
* وفي هذا اللقاء القصير أكدت أن الاتفاق جاء لتصحيح خلل بين طرفين رئيسيين يفترض أنهما يتصديان للمشروع الإيراني في اليمن، ونعتقد أن التقيد بما تضمنه الاتفاق سيفتح أفق أوسع لحشد كل الطاقات لمواجهة المشروع الإيراني وعودة الشرعية إلى العاصمة صنعاء للتفرغ للقضايا المعلقة وعلى رأسها القضية الجنوبية.
* وحول ما إذا كان الاتفاق سينهي مطالب الجنوبيين باستعادة دولتهم أكدت بأن الاتفاق هو عملية مرحلية هدفها وقف العبث الذي يتعرض له المعسكر الرافض للمشروع الإيراني، لكن القضية الجنوبية ليست موضوع نقاش في هذا الاتفاق فهي قضية استراتيجية بالنسبة للشعب الجنوبي تحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ويرتبط حلها بحلحلة بقية الملفات وفي مقدمتها عودة الرئيس الشرعي إلى العاصمة صنعاء.
*. ونوهت إلى أن هناك تسويقا مشوهاً لمعنى التكتيك حيث يعتبره البعض خداعا ومغالطةً، لكن بالنسبة لنا كمجلس انتقالي هذا الاتفاق هو مرحلي، ويمكنك أن تسميه تكتيكيا بمعنى وسيلة لتعظيم الطاقات الموجهة ضد المشروع الإيراني، وهو ما يعني أن التوقيع عليه لا يعني بأي حال من الأحوال إهمال أو شطب القضية الجنوبية التي هي قضية كل الشعب الجنوبي واتخذت مشروعيتها من خلال النضال المتواصل للشعب الجنوبي منذ العام 1994م واعتراف كل الأطراف السياسية اليمنية بها بما في ذلك المسيطرون على الشرعية، الذين لا يروق لهم وجود المجلس الانتقالي الجنوبي.
*  وعن إمكانية نجاح الحكومة وحصة الجنوب والمجلس الانتقالي فيها، كان رأيي أن موضوع المناصفة بين الشمال والجنوب لا أهمية لها، لأن وجود 12 أو 20 أو حتى كل الحكومة من الجنوب لا يعني شيئا للجنوب والجنوبيين، نحن نتطلع إلى حكومة كفاءات تنجح في توفير المتطلبات الرئيسية لحياة الناس وعلى رأسها الخدمات الأساسية وصرف مستحقات الموظفين، ومعالجة الملف الأمني ومحاربة الإرهاب والجريمة والفساد، وبالنسبة لنا سنكون عونا لهذه الحكومة ولن يعترض عملها إلا المتضررون من هذا الاتفاق.
ـ طلب مني مذيع إذاعة الكويت تعليقا عما تردد عن اتصالات بين الحكومة السعودية والجماعة الحوثية
فكان ردي أن هذه ليست المرة الأولى التي يتواصل فيها الأشقاء في المملكة مع الجماعة الحوثية وقد بدأت هذه التواصلات منذ العام 2016 أثنا مشاورات الكويت، لكن المشكلة أن الجماعة الحوثية لا تعقد اتفاقا ولا تجري حوارا إلا لتفك عن نفسها حصارا أو تعالج أزمة داخلية خاصة بها، فهؤلاء وإن اتفقوا على شيء لكنهم يضمرون شيئا آخر، وينقضون ما وقعوا عليه بمجرد تخفيف أزمتهم. 
ومع ذلك نتمنى أن يقبل هؤلاء بالعودة إلى المسار السياسي وفتح أبواب الشراكة مع سواهم والقبول بعودة الحكومة الشرعية إلى صنعاء ومن ثم العمل كقوة سياسية مدنية ضمن كل الألوان السياسية القائمة في اليمن.