د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
زمن الوهم !!
تعليقا على مقالتي الأخيرة رد صديقي الشيخ بالقول :
زمن الوهم الممتد ستون عاماً حتى مساء ليلة الثلاثاء الماضي ..لكن بائعي الوهم سيستمرون ببيع الوهم ..والجماهير والغوغاء يعشقون شراء الوهم لأسباب ذاتية، إنما المسؤولية من الآن تقع على عاتق صانعي الرأي العام من الصحفيين ورجال الإعلام الوطنين النزيهين لالتقاط اللحظة وتوجيه الناس للمطالبة بحقوقهم دون كلل و بالمطالبة بحكومة كفاءات إدارية وعلمية من غير الأحزاب وقوى الصراع حتى الانتخابات ووقتها يتنافس الكل ببرامج. (السودان نموذجاً والعراق ولبنان على الطريق) وغير ذلك تجريب المجرب فشل.
وأردف صديقي بالقول : الرائع في اتفاق الرياض أنه نزع مخالب وأنياب الفاسدين والسرق والبلاطجه من كل الأطراف تحت إشراف مباشر وتواجد على الأرض بقوة للسعوديه والتحالف على إيرادات الدولة والمصروفات بشفافية وسيؤدي ذلك إلى قطع حبل الوريد لبائعي الوهم وشارين الوهم من الانتهازيين والسفلة وربنا يعوض الشعب المظلوم ستون عاماً من عمره ذهبت عجافا!!
وقلت له :
صدقت في تشخيصك للكارثة يا صديقي التي حلت بنا في الجنوب العربي منذ ستين عاما وأنت شخصيا قد عانيت رغم التزامك بالقانون والنظام الذي درسته في أعرق جامعات بريطانيا ولكن على من تقرأ زبورك يا داوود ؟؟!!
وظل النظام الماركسي يبيع لنا الوهم والشعارات منذ العام 1967م وصدقه العامة وسانده الرعاع والسفهاء وفقدنا خلال تلك الفترة أنبل وأعز الرجال !!
وذكرت صديقي بما جاء في تقرير أمريكي يقول : اتفاق الريـاض أعترف بالانتقالي هيئة شرعية لأول مرة ومنحه دورًا للمفاوضات مع الحـوثيين موقعآ أقوى عسكرياً من الحكومة.
جاء فيه :
يوم الثلاثاء الفائت توصلت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً إلى اتفاق في المملكة العربية السعودية مع المجموعة الجنوبية الانفصالية لإنهاء القتال من أجل السيطرة على جنوب اليمن.
ماذا يحقق الاتفاق؟
الاتفاق الذي تم توقيعه يوم الثلاثاء في الرياض بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي الأمير محمد بن زايد، يعترف بأن الانتقالي هيئة شرعية لأول مرة ويمنحه دورًا أكبر في الحكومة.
يمثل الاتفاق على الأرجح الخطوة الأولى نحو توحيد القوات المقاتلة للجانبين. حيث بات الانتقالي في موقع أقوى عسكرياً من الحكومة.
ما هي احتمالات السلام الأوسع؟
إذا صمد الاتفاق، فإن إنشاء جبهة جنوبية أقوى وأكثر تماسكًا يمكن أن يساعد في تمهيد الطريق للمفاوضات مع الحوثيين شمالاً. علاوة على ذلك، فصيل الانتقالي المفوض حديثًا يبدو أقل ميلاً من الحكومة إلى تصعيد الصراع مع الحوثيين، بالنظر إلى اهتمامه في المقام الأول بالحصول على مزيد من الحكم الذاتي..
من المحتمل أن يضغطوا على هادي للالتزام بالاتفاق مع الانتقالي والتحرك نحو المحادثات مع الحوثيين. في حين يتعرض التحالف لضغوط دولية متزايدة لوضع حد لوقف الحرب!ّ!
لقد بدأ شركاء التحالف بالفعل في فك الارتباط. حيث تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة بسحب قواتها من اليمن منذ الصيف، وكذلك السودان.
ما هي عقبات السلام في اليمن؟.
أن الاتفاق بين الانتقالي وهادي هو خطوة في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق الاستقرار في البلاد، إلا أنه لا تزال هناك عقبات كثيرة!!
ويقول التقرير الأمريكي :.
من المحتمل أن يحاول الحوثيون تقويض التحالف الجديد، حيث لا يزال لدى هادي والانتقالي وجهات نظر متباعدة حول مستقبل جنوب اليمن. سيتعين على هادي وحلفائه أن يبدو مرونة أكبر مع فكرة تحقيق قدر أكبر من اللامركزية حتى يتمكن التحالف من البقاء. حيث يؤجل الاتفاق مناقشة هذه القضايا إلى ما بعد حل النزاع مع الحوثيين، لكن إذا تحرك التقدم ببطء شديد، فقد تندلع التوترات.
أيضا، يمكن أن يستخدم الانتقالي الجنوبي موقعه الجديد في الحكومة لتقويض هادي، وإذا لم يتم الحفاظ على توازن القوى، فربما يعود الجانبان إلى المواجهة المسلحة ولكنني في الوقت نفسه أعربت لصديقي عن مخاوفي من انهيار الاتفاق خاصة أن يد "الشرعية " الحاضنة لحزب الإصلاح وأدواته المشبوهة التي تعيش على استمرار الأزمات في اليمن أطول فترة زمنية ممكنة وهذا يعد إرث تاريخي لدى كل القبائل اليمنية "الشمالية" حصرا من خلال قراءة موضوعية للصراع في اليمن منذ عهد أبرهة والأتراك والمصريين والوحدة مع الجنوب ونسفهم لكل العهود والمواثيق التي أبرمتها معهم تلك الأطراف فهم يوالون للأقوى نهارا ويغدرون به ليلا وهذا عرف لا زالوا يمارسونه طوال سنوات الخمس سنوات للحرب الحالية في اليمن وأشك أن يتخلوا عن هذا الإرث حتى لو نزل علهم ملك من السماء !!
د.علوي عمر بن فريد