الحقيقة الحلوة "الجنوب والإخوان"

من المؤكد أنك سمعت وقرأت عن " الحقيقة المرة" في المقالات والخطب ولقاءات الصلح والإعتراف وغيرها. تلك الحقيقة التي يعتقد قائلها بإنها ،رغم مرارتها، ستحل مشكلة أو تبين أمرا ما لما فيه مصلحة شخص أو مجموعة أشخاص أو حتى جميع أفراد المجتمع. أما الحكم على تلك الحقيقة بكلمة "المرارة" فيرجع لقائلها أو المستمع لها. ويعتمد ذلك الحكم أو الوصف على تفسير عاطفي أو تحليل لردود فعل شخصية هي في ذاتها قد تكون مضادة للحقيقة ذاتها.

ولو تأملت وحكّمت الشرع المطهر والفطرة السليمة لوجدت أنها لاتوجد هناك حقائق "مُرة" بل الحقيقة دائما "حلوة". وكيف لا وفيها النجاح في الدنيا والنجاة في الآخرة. ولعل من أهم الحقائق التي يجب قولها هي مأسأة الأحزاب وخاصة التي يزعم قادتها بأنها إسلامية. أولئك لم يكتفوا بالحزبية وتفريخها وتمزيق الشعب، بل يحاولون تطويع الدين ليجعلوا من الشرع مطية لتحقيق أهدافهم الدنيوية في الوصول إلى السلطة والإستحواذ على ثروات الشعب ولقمة عيشه. أما الأبشع من ذلك فهو تصوير أي معارضة لهم بأنها حرب على القيم و الدين مستغلين بذلك الجهل والأمية التي يعاني منها الكثير من الناس بما فيهم أتباعهم الذين يقودونهم تحت هذه المسميات والأكاذيب.

إن هذه الأحزاب زعمت إفكا تطبيقها للشرع. بل واتخذت من من النفاق أنظمة ومبادى لتسيير أعمالها والوصول إلى مآربها. وتتجلى هذه الحقيقة في مايقوم به الإخوان المسلمين من تضليل وكذب وخداع وبلا ذرة من حياء لزرع الفتنة بين أبناء الجنوب عبر قنواتهم وصحفييهم الذين قرروها حرب على هذا الشعب الذي يحاول أن يلملم جراحه لينجح في إيجاد ممثل موحد يطالب بحقوقه بعد سنوات من مواجهة أعداء الإنسانية والسلام.

إن مابني على باطل فهو باطل وبالتالي فكل ما يتعلق به ويصدر منه باطل في ميزان الشرع والقيم والأخلاق الإنسانية. وهذا هو حال الإخوان المسلمين وكل الأحزاب التي تنظوي تحت مظلتها. سمت نفسها جماعة ولا جماعة في الإسلام إلا جماعة المسلمين--جماعة واحدة تؤمن بالكتاب والسنة بلا تحزب ولا عنصرية ولا تفريق. ثم نعتت نفسها بالإخوان فكانوا إخوان للشر وشركاء في تدمير الشعوب. يتظاهرون بمظهر الخير والإحسان ليسيطروا على عقول الضعفاء والمحتاجين وضعيفي العقيدة. يبيعون ويشترون بالوطن طالما كان لهم النصيب الأوفر. يتظاهرون بحسن السلوك وحلاوة اللسان ليختطفوا العقول ممارسين أساليب عصابات الإتجار بالأطفال .

إن موقف الإخوان الداعي للفتنة والتناحر والمتمثل في إستخدام كل وسائلهم الإعلامية في الداخل والخارج من صحف وتلفاز ومواقع تواصل لزرع الفتن بين أبناء الجنوب لدليل قاطع على مدى الإنحطاط الأخلاقي والخبث السياسي التي تمارسه هذه الجماعة المتطرفة ضد الشعوب المسالمة التي تطمح للوصول على أبسط مقومات العيش الكريم.

 

إن العذر الأقبح من الذنب هو الذي يكرره الإخوان بأنهم يقاومون في صفوف الشرعية وضد مليشيات الحوثي وعفاش التي أهلكت الحرث والنسل. إننا ندرك أن الحوثيين والعفاشين هم عدو لنا ولقضيتنا وخطر علينا وعلى كل الإنسانية، ولكن أمرهم واضح وجلي من حيث كراهيتم للجنوب والإتفاق على إستمرار السيطرة عليه. أما الإخوان فهم يتنقلون بين صفوف الحكم والتصحيح الكاذب ليطعنوا ثورتنا وشعبنا من الخلف وعبر عدد من أبنائنا الذين غسلوا أدمغتهم وصنعوا منهم أعداء لأهلم وشعبهم.

إن على كل أم وأب ، ومدرس وخطيب، وسياسي وأديب أن يحذر من خطر هذه الجماعة الداعمة للإرهاب بكل صوره وأساليبه. أن القبول بوجود جماعة أو حزب ينتمي لجماعة الإخوان لينشط على أرض الجنوب لهو خيانة لهذا الشعب حاضرا ومستقبلا. وأكرر هنا النداء لمن تبقى،من إخواننا الجنوبيين في صفوف هذه الجماعة وأحزابها بالتخلي التام عنها طاعة لله وحبا وموالاة لهذا الشعب المسلم المسالم.

د. توفيق الجعفري
21/05/2017