د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

هل سيكون ميناء نشطون بديلا عن التابلاين؟!!

أُنشئ خط الأنابيب (التابلاين) بعد اكتشاف البترول بكميات وفيرة في المنطقة الشرقية بالسعودية ؛ لينقل البترول من الخليج العربي إلى ميناء الزهراني في صيدا بلبنان على البحر المتوسط مرورًا بدولتَي الأردن وسوريا؛ كي يُنقَل للأسواق العالمية.
ثم وقَّع عليها مع الشركات الحاصلة على الامتياز، ويمثلها (وليم ج لنهان) لإنشاء خط الأنابيب عبر البلاد العربية (التابلاين) بطول 1664 كم؛ لتقل مسافة نقل البترول عن وضعها السابق إلى ربع المسافة؛ إذ كانت الناقلات النفطية تقطع مسافة 6000 كم تقريبًا من الخليج العربي مرورًا ببحر العرب والبحر الأحمر؛ لتصل إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس.
وبلغت تكلفة إنشاؤه 230 مليون دولار، وعمل فيه 16 ألف شخص
.وفي بداية عام 1948 م بدأ العمل بإنشاء هذا الخط، وانتهى العمل منه بعد أقل من ثلاث سنوات؛ ففي 2 سبتمبر 1950 م اكتمل إنشاؤه؛ ليكون أطول خط أنابيب في التاريخ وقد كان سعر برميل البترول وقتها ثلاثة دولارات.
ولما كان خط التابلاين يقطع مسافات شاسعة (1664 كم)، ويمر بأراضٍ مختلفة الارتفاعات؛ وهو ما يؤثر في جريان البترول في الأنابيب، فقد وضع القائمون على إنشاء الخط محطات لضخ ودفع البترول
.وقد بقي (التابلاين) ينقل نصف مليون برميل يوميًّا من السعودية إلى الأسواق العالمية، ولكنه توقف مؤقتًا عام 1967 خلال حرب الأيام الستة (النكسة)، ثم عاود بعد ذلك الضخ، حتى كانت الحرب الأهلية في لبنان؛ فقررت الشركة بعد ذلك إغلاق خط التابلاين عام 1975م. وفي عام 1978م أنهت الشركة اتفاقيات لتشغيل الخط مع الدول المار بها، ثم توقف تدفق النفط في صيدا نهائيًّا عام 1983م، ثم نُقل كميات منه إلى مصفاة الزرقاء بالأردن، لكن كان نهاية ذلك بحلول حرب الخليج 1990م.
قبل ثورة 2011 والانحدار اللاحق لليمن في هوة النزاع المسلح، لم تكن المهرة قد شهدت تاريخياً أياً من أشكال الاستقطاب السياسي أو الفكري الذي شهدته مناطق أخرى من اليمن فلم تتمكن الأحزاب السياسية من الحصول على موطئ قدم في المحافظة لأن القبيلة ظلت الأداة الرئيسية للتنظيم السياسي والاجتماعي، ورغم أن بعض الأحزاب السياسية فتحت مكاتب لها في المهرة، إلا أنها لم تكن تتمتع بأي قاعدة شعبية كبيرة هناك. وهكذا، كانت تعيينات المناصب الإدارية في السلطة المحلية الحاكمة للمهرة تستند بشكل شبه حصري إلى اعتبارات قبلية، كما لم تتوفر الكثير من الحوافز لدى الجهات السياسية الفاعلة للاستثمار في حشد دعم شعبي لها في المهرة، بالنظر إلى عدد سكان المحافظة الضئيل مقارنة بالمحافظات الأخرى، بالإضافة إلى التبعثر الشديد للسكان في أرجاء المحافظة.
ونتيجة لذلك فقد شرعت السعودية في إنشاء خط أنبوب نفطي دولي إلى البحر العربي يأتي ضمن مساعي المملكة لامتلاك خط ناقل بديل لطرق صادرات النفط الخليجي الضخم ، بعيداً عن التهديدات الإيرانية المستمرة بإغلاق مضيق هرمز الذي تتحكم به إيران، علماً أنه أيضاً المنفذ البحري الوحيد لدول العراق والكويت والبحرين وقطر.
ويعد مضيق هرمز أهم مسار بحري لنقل النفط في العالم، وتمر فيه قرابة 30 ناقلة نفط يومياً تحمل ما يقارب 15 مليون برميل من الخام، أي نحو 30% من إجمالي تجارة النفط المنقول بحرا.
وبحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، فإن السعودية التي تُعد أكبر منتج للنفط في العالم بـ10 ملايين برميل يومياً، تصدر معظم نفطها في ناقلات تمرّ في مضيق هرمز.
ويجب أن تمر معظم كميات النفط الخام المصدرة من السعودية وإيران والإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى جميع كميات النفط المصدر من الكويت والعراق والبحرين والغاز الطبيعي المسال من قطر، عبر مضيق هرمز الذي يبلغ عرضه بين 50 و34 كيلو متر بين سلطنة عُمان وإيران.
ويدور صراع مستمر بين السعودية وإيران وتجلى ذلك في الحرب المستمرة في اليمن منذ أكثر من خمسة أعوام وأكثر و في سوريا ولبنان والعراق.
وتعتزم السعودية جديا إنشاء خط أنبوب نفطي دولي يمتد من حدودها إلى محافظة المهرة، وقد بدأت في تنفيذ مشروع الأنبوب النفطي والذي يمتد من منطقة الخرخير إلى ميناء نشطون القريب من الحدود مع سلطنة عمان.
وقالت صحيفة “عكاظ”،، إن السعودية أكملت “الخطوات الإجرائية لدراسة مشروع القناة البحرية، التي تربط الخليج العربي مروراً بالمملكة، إلى بحر العرب، للالتفاف حول مضيق هرمز، ما يمكن المملكة من نقل نفطها عبر هذه القناة المائية الصناعية الأكبر في تاريخ القنوات المائية الصناعية الكبرى في العالم.”
وتتلخص الفكرة الرئيسية في فتح قناة بحرية من بحر العرب، مروراً بالحدود العُمانية والجنوب ، وتمتد إلى داخل المملكة في الربع الخالي ثاني أكبر صحراء في العالم، وتحتل الثلث الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية. ويقع الجزء الأعظم منه داخل الأراضي السعودية، بمساحة 600 ألف كيلومتر مربع، وتمتد ألف كلم طولاً، و500 متر عرضا
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو لماذا هذا الضجيج والمظاهرات والاحتجاجات في المهرة ضد القوات السعودية ؟؟!! من ورائها ..ومن يسيرها وما هي أهدافها ؟ ولمصلحة من ؟إنهم جماعة الإخوان من حزب الإصلاح اليمني الذين يحرضون أتباعهم وهم قلة في المهرة وسقطرى متجاهلين أن السبب الذي أدى إلى تدخل القوات السعودية هما سببان رئيسيان :
الأول: منع تهريب شحنات الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين التي كان يتم تهريبها سابقا عبر سفن مدنية وللتمويه تقوم إيران بإرسال بضائع مختلفة معها عبر ميناء نشطون ويقوم وكلائها فورا بشحنها عبر سيارات وإرسالها عبر الصحراء إلى مناطق سيطرة الحوثيين
الثاني : من أجل تنفيذ المشروع الاستراتيجي للسعودية المتمثل بالأنبوب النفطي على سواحل البحر العربي، كان لابد من إنشاء قوة عسكرية وأمنية لتنفيذ مشروع الأنبوب وحمايته
والسؤال هو:لماذا تعترض بعض الأصوات النشاز على تنفيذ انبوب النفط الذي سيتم انشاؤه ولن تكون الفائدة منه للسعودية وحدها بل لكافة دول الخليج ؟؟ خاصة أنه سيدر دخلا أضافيا للسعودية وكذلك سيدر دخلا للمهرة عندما يمر في أراضيهما . .
وترتبط محافظة المهرة بسلطنة عُمان بمنفذين بريين، هما صرفيت وشحن، فيما يصل طول شريطها الساحلي إلى نحو 560 كم على بحر العرب، وفيها ميناء نشطون، سيما وأنه يقع على مقربة الخط البحري الملاحي الدولي في المحيط الهندي القريب من أحد أهم المراكز الصناعية والتجارية في شرق أسيا، وهو ما يقلق الأمارات العربية المتحدة الشريك الرئيسي في التحالف العربي الذي تقوده السعودية، كون تحرك النشاط التجاري في الشريط الساحلي للمهرة سيلحق ضررا كبيرا بميناء جبل علي في دبي

د.علوي عمر بن فريد