د. عيدروس النقيب يكتب:

رحم الله محمد عوض سعيد

تلقيت يوم الأمس نبأ وفاة الصديق والزميل محمد عوض سعيد (الملقب القنبلة) وجاء الخبر صادماً وفاجعاً، فالرجل كان ما يزال يتمتع بصحة جيدة وحيوية متجددة وقدرة على العطاء لأهله وللمجتمع.

ولد الفقيد في مدينة شقرة الساحلية وترعرع بين أهلها الطيبين وواصل تعليمه ثم عمله في أبين لكنه تعلم من شقرة بساطة صياديها وصبرهم وكفاحهم ومثابرتهم ونقاء ضمائرهم.

تعرفت على الفقيد في العام 1988م حينما عملنا معا في قيادة منظمة الحزب الاشتراكي في محافظة أبين حيث كان نائباً لرئيس لجنة الرقابة الحزبية، وقد عرفت فيه دماثة الخلق ونقاء السلوك والاستقامة ونظافة اليد وحب الوطن والمواطنين.

حظي الفقيد بحب كل من عمل معهم وكان نموذجا للشاب الطموح ناكراً لذاته حريصاً على مصالح المجتمع. 

بعد العام 1990م انتقل الفقيد للعمل في تعاونية شقره السمكية وأظنه صار مديرا لها إلى جانب توليه مهمة سكرتير ثاني منظمة الحزب في مديرية زنجبار كنائب للفقيد الكاتب الصحفي حسين محمد ناصر، وبعد العام 1994م تعرض للكثير من الضغوط والملاحقات والابتزازات واعتقل بمعية زميله حسين محمد ناصر، وأطلق سراحهما بعد حملات تضامنية شعبية ورسمية.

عاد الفقيد إلى مهنته الأساسية وتحمل مسؤولية قيادة جمعية الصيادين بشقرة بعد أن تخلت السلطات عن دعم العمل التعاوني ودخل الصيادون في صراع غير متكاقئ مع الباسطين على السواحل ومصايد الأسماك، وبقي في عمله سنوات يمثل الصيادين ويحرص على مصالحهم التي لم يعد هناك من يحميها لهم ولا من يدافع عنهم في ظل سياسات النهب والسطو والاستحواذ الرسمية.

تولى الفقيد مؤخرا مدير هيئة المصايد السمكية كما نشر في تناولات سيرته الذاتية، وهي مهمة تندرج في إطار احتراف الفقيد منذ نعومة أظافره.

رحم الله الفقيد محمد عوض سعيد وأسكنه فسيح جناته وألهم اهله وذويه الصبر والسلوان.

صادق مشاعر العزاء والمواساة أتقدم بها إلى كل أهله وذويه ومحبيه ورفاقه ورؤسائه ومرؤوسيه وكل من تألم لفراقه وحزن لفقده..

إنا لله وإنا إليه راجعون..