د. عيدروس النقيب يكتب:
عيد الحب الفالانتاين
لماذا يحتفل العالم بعيد الحب!؟
أعرف أن الكثيرين في بلادنا لم يعد لديهم متسع للتفكير بالحب لا لممارسة الحب ناهيك عن الاحتفال به في أجواء غدت الكراهية هي الطاغية ومن لا يعيشها يغرق في هموم الحياة اليومية من قطرة الماء ورغيف الخبز إلى اسطوانة الجاز وبصيص الضوء، وكل ما يعز وجوده في اليمن شمالا وجنوب، من حاجيات الحياة الضرورية، لكن دعونا نعرف شيئا مما يمارسه العالم ليس على سبيل الترف ولكن تخليدا لقضايا قد تبدو بسيطة لكنها لصيقة بالحياة ولا حياة بدونها، وأقصد هنا عيد الحب أو يوم الفالانتاين.
يجتهد الكثيرون من أعداء الحقائق. شيطنة كل قيمة لم يألفوا التعايش معها فيصطنعون الأسباب (الزائفة) والمبررات (المخترعة) للعن أي قيمة لا تأتي من عندهم.
إن سبب احتفال الأوروبيين ومعهم العالم اليوم بعيد الفالانتاين هو إن أحد أباطرة روما ويدعى كلاوديوس قد أراد أن يبني جيشا قويا من الشباب، لكنه كان يرى أن انشغال الرجال بزوجاتهم يجعلهم أقل قدرة على القتال ولذلك قرر منع الزواج، وهكذا، ولأن بعض الحماقات تفوق الجنون، ولأن بعض الحكام يفوقون في حماقاتهم مجانين الشوارع العاديين، إذ لم يفكر ذلك الامبراطور كيف سيكون حال جيشه بعد عشرات السنين عندما تتوقف النساء عن الإنجاب، فقد قرر كلاوديوس فرض عقوبة الإعدام على كل من لم يتقيد بقراره الأخرق هذا.
لكن لأن الشعوب تدبر الوسائل. وتخترع الأدوات (المعلنة والخفية) للاحتيال على حماقات الساسة وطغيان الطغاة، فقد تطوع أحد القساوسة ويدعى فالانتاين لجمع العرسان (من النساء والرجال) وعقد زواج كل زوجين سرا وفقا للتقاليد المسيحية في ذلك الوقت وقد جمع بين مئات العرسان وسمح بتكوين مئات الأسر في مجتمع يحرم الزواج، وعندما انكشف أمر فالانتاين ووصل الخبر إلى الامبراطور قدم فالانتاين للمحكمة وحكم عليه بالإعدام ونفذ حكم الإعدام يوم الرابع عشر من فبراير عام 269 ميلادية.
ومنذ ذلك اليوم تحول الرابع عشر من فبراير إلى عيد للحب في البلدان المسيحية أولا ثم في معظم بلدان العالم لاحقا.
وهكذا نسي العالم اسم الطاغية الأحمق ولم يعد يجد هذا الاسم إلا في كتب التاريخ وموسوعاته، بينما خلد العالم اسم فالنتاين دونما حاجة إلى الرجوع إلى البحث والتنقيب.