د. عيدروس النقيب يكتب:

هل فعلاً نفذوا اتفاق الرياض؟؟!!

قال أحمد بن دغر المكلف بمتابعة تنفيذ اتفاق الرياض من قبل الحكومة (الشرعية) أن الحكومة قامت بما عليها فيما يتعلق باتفاق الرياض، وأضاف عبد العزيز جباري نائب رئيس مجلس النواب أن الحكومة نفذت ما عليها وأن المعرقل الوحيد هو المجلس الانتقالي الجنوبي!!!!!

من يسمع هؤلاء ويقرأ وسائل إعلامهم ويتابع أحاديث (محلليهم) السياسيين يعتقد أن عدن وبقية المدن الجنوبية قد عادت إلى طبيعتها وأن المليشيات القبلية  التي غزت شبوة وأبين قد عادت إلى قراها وقبائلها، وأن الناس قد استلموا مرتباتهم المحجوزة منذ أشهر، وأن خدمات المياه والكهرباء والتعليم والصحة والبلدية قد غادرت حالة الانهيار الذي تسبب به مراهقو الشرعية، لكن إجراء جرد سريع لبعض هذه الحالات فقط يجعل أي مبتدئ في قراءة الأحداث والوقائع يستنتج أن الحكومة لم تقم بشيء يذكر مما التزمت به عند توقيع الاتفاق والأسوأ من هذا أن مجاميع داخل هذه الحكومة تعمل بكل قوة على عرقلة تنفيذ الاتفاق والتحريض ضده علنا وعبر القنوات الفضائية وبعض وسائل الإعلام الحكومية.

وقبل أن نسأل السادة المتسترين على هروب الجانب الحكومي من تنفيذ اتفاق الرياض نذكرهم بأنهم يمثلون السلطة (المفترض أنها) الحاكمة وبالتالي فأنها صاحبة الواجب الأكبر والأبرز في اتخاذ خطوات فعلية لتنفيذ الاتفاق، فهل قاموا بترشيح محافظين ومدراء أمن للمحافظات التي تعرض لها الاتفاق؟ وهل سحبوا القوات القادمة من مأرب وخولان وعمران إلى أبين وشبوة؟ وهل قدموا قائمة الوزراء المفترض تشكيل الحكومة منهم؟ وهل سلموا الأسلحة الثقيلة والمتوسطة لفريق المراقبة؟ وهل نقلوا القوات المسلحة من وادي وصحراء حضرموت والمهرة  لمواجهة الحوثيين في جبهات نهم والجوف، التي سيطر عليها الحوثيون في ساعات؟ وهل عادت الحكومة إلى عدن؟ وهل أعادوا بنا جهازي الجيش والأمن على أساس وطني وفقا لما نص عليه الاتفاق؟ وهل . .؟ وهل وهل؟ وعشرات الـ(هل)ـات التي كل إجاباتها تكون بــ"لا" كبيرة تفقأ عيون المتحاذقين.

إذن ما هو التنفيذ الذي يتحدثون عنه؟ ، وعلى من يضحكون بتصريحاتهم المجافية لأصغر الحقائق وأنصعها وأكثرها بديهية؟

إنهم لم يقوموا سوى بأمر واحد وهو نقل لواء من الدفاع الساحلي باتجاه طور الباحة عينوا لقيادته الحارس الشخصي لأسامة بن لاذن والعائد من أفغانستان ولا أحد يعلم كم من العائدين من أفغانستان ضمهم قوام هذا اللواء..

يا سادة يا مسؤولين، تذكروا أنكم تتحدثون باسم حكومة يفترض أن تحرص على سمعتها وأن لا تتورط في الخداع والكذب  والتحايل على متابعي أفعالها، وأن تدع الخداع والافتراء والتهريج للكتبة المتدربين، ذوي الدخل المحدود ليحسنوا من وراء ما يقولون معيشة أطفالهم، لكن من المعيب أن تعتقدوا أن الكذب شطارة وأن الرياء ذكاء وأن العالم لا يرى الحقائق عاريةً من أي ديكور او تجميل.

وأختتم بحكاية أن "المجلس الانتقالي هو المعرقل" لأشير إلى أن القوات الجنوبية قد سلمت الأسلحة المتوسطة والثقيلة لفريق المتابعة وقدمت البيانات بأفراد الحزام والنخب الأمنية لاستيعابها في وزارة الداخلية  وأعدت مقترحاتها لمن يفترض أن يشاركوا في قيادة المحافظات وفي مجلس الوزراء لكن الجانب الحكومي لم يفعل شيئا من هذا لأنه يخضع لإملاءات المعطلين الذين وعدوا فريق التفاوض بأنهم لن يسمحوا بتطبيق الاتفاق وسيفشلونه بوسائلهم مهما كلف الأمر.

لا أعتب على د أحمد بن دغر فقد اعتدنا منه على قول الشيء ونقيضه والانتقال من الموقف إلى نقيضه وتلك عادة من الصعب أن يتخلى عنها بعد أن أدمنها، لكنني لم أكن أتمنى للزميل عبد العزيز جباري  أن يتورط في لعبة الخداع والافتراء وترويج الكذب وإخفاء الحقائق فما زلت أتذكر له مواقف محترمة ضد الزيف والبهتان وتجميل الظلم، بيد إنني وأنا أتمنى ذلك تذكرت ذلك الفيلسوف العظيم الذي قال "أن السلطة تفسد كل من يتذوق ملذاتها ويستطيب حلاوتها".

(وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).