د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
بلادنا تدمر على أيدي أبنائها !!
في بلادنا كغيرها من بلاد الله الواسعة توجد المعادن الأصيلة من البشر كما يكثر فيها الرعاع والهمج .. و هؤلاء ينمون كالطحالب في المياه الآسنة الراكدة الخضراء العفنة ... هذه قاعدة جميعنا يعرفها ومقتنع بها حتماً، بدون حاجة لشـرح ..
ومعدل انتشــار الرعــاع في كــل بلد هو الذي يحكم مصيــرها وصعــوبة الحياة فيها .. كلمــا زاد عددهم بين العــامّة استحالت الحيـــاة كابوساً حقيقيـاً يجثم على الأنفاس وكلما نقص عددهم تحوّلت الحيــاة إلى جنة وتحوّل الوطن إلى بلد عظيــم،
يزخر بالفكر ويزهر بالإبداع !!!
وفي الوقت نفسه شهدنا في حياتنا أنبل البشر يخرجون كنبات الحقول الخضراء من بين الفقراء والأثرياء على السواء ومن ذريتهم ... والعكس صحيح يخرج من الفئتين العكس تماما !!
إنها فعلاً البيئة الفاسدة والتربية المنحرفة والقيم الدنيا التي تنتج هذا النمط من الشرائح الاجتماعية المتباينة .. وتتعلق حتماً بالبيئة التي ينشئون فيها والتربية التي يتلقونها في طفولتهم والسنوات الأولى من نضجهم، وفي الوقت الذي تهتم الدولة المتحضرة في معالجة هذه الشرائح؛ بل ومنعها من التسلط أو التحكم بأي شكل من الأشكال في كل مفاصل الدولة، فإنها تنمو وتتمدد في الدول المتخلفة سواءً أكانت دكتاتورية أو حتى في مراحلها الأولى الحديثة العهد بالديمقراطية، وخير مثال ما نشهده في بلداننا العربية وخاصة في اليمن التي تعج اليوم بمهرجانات من الفساد المالي والإداري والسياسي و الاجتماعي والأخلاقي!!.
وليس أروع مما قاله ابن خلدون عن هذه الشريحة التي تسلطت على رقاب البشر من منافذ بعيدة عن الديمقراطية أتاحت لها الفرصة لعبة السياسة والقيم القبلية البائسة وتجارة المناصب بالسحت الحرام، أن تنفذ إلى مواقع حذرَ منها المفكر الكبير منذ أكثر من ستمائة عامِ حينما قال::
لا تولوا أبناء السفلة والسفهاء قيادة الجنود ومناصب القضاء وشؤون العامة، لأنهم إذا أصبحوا من ذوي المناصب اجتهدوا في ظلم الأبرياء وأبناء الشرفاء وإذلالهم بشكلِ متعمد، نظراً لشعورهم المستمر بعقدة النقص والدونية التي تلازمهم وترفض مغادرة نفوسهم، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى سقوط أنظمة الحكم ونهاية الدول
وهذا ما حدث في بلادنا الجنوب العربي أثناء الحكم الشيوعي وما يجري اليوم في اليمن عموما تحت مسميات عديدة !!.
ولينظر كلّ منا أينما كان وفي أي مكان إلى ما حوله ليرى ما ذكره ابن خلدون وفعله الباشا نوري السعيد في شخوص أُناس تولت أو تسلقت في غفلةِ من الزمن أما من نبت في تربة صالحة فلا يشكل خوفا ولا خطرا على مجتمعه وكما نقول في الأمثال الشعبية ( إذا هم الأصيل بالفساله يرده أصله ) وأما الخسيس قليل الأصل والذمة إّذا تسلط وتحكم في دولة أو شعب فلن يعدل ولن ينصف أحد بل يصب جام حقده وغضبه على الجميع ولن يرخم أحدا ونقول لهؤلاء :
تبا لحاميها حراميها من الذين يستخدمون سلطتهم وجبروت السلطة في نهب حقوق الناس والاستيلاء على ممتلكاتهم بدون وجه حق !!
تبا لقوم يتنافسون من أجل الزعامة تلهيهم السياسة عن كل ما يجري حولهم من مصائب في أرض الوطن .. !!
تبّا لإمام يخصص خطبة عصماء متعصب لحزب الإصلاح ويدعي الصلاح والتقوى ويكفر الناس لمجرد الشبهات والتأويلات والتعبئة ضد كل وطني من على منبره ..ويخون كل حر من الذين يدافعون عن كرامتهم وكرامة وطنهم ولا يستفزه خبر اعتداء جماعته وأنصاره على ممتلكات المواطنين ..!!
تبا لداعية يتقمص الصلاح والتقوى ولحيته تتجاوز سرته طولا ومسبحته أطول من باعه وذراعه وهو حزبي قاتل يستبيح ويفتي في دماء المسلمين الأبرياء لمجرد أنهم يخالفون رأيه وبدلا من أن يغضب للباطل الذي يقع على المواطن ... يغضب لحزبه ويدافع عنه بل ويبرر جرائمه وتوجهاته الفكرية الداعشية وأنه ظل الله في الأرض ، وأنه وحده المخول بكشف النوايا دون غيره من البشر!! .
تبا لكل داعية لا يقول كلمة الحق لا يحرك ساكنا أمام حالات انتهاك أمن المواطنين التي تستباح كل يوم أمام الملأ بقوة السلاح وجبروت السلطة!!
..تبا لشعب ينبش الثارات ويسفك الدماء ويقتل الأبرياء لمجرد الشبهة !!
ورغم تزاحم هؤلاء الأوغاد من المعممين بالباطل الذين يضفون هالات من القداسة على شخوصهم الشيطانية لغايات ومآرب لم يفكر في ابتداعها حتى الشيطان إبليس الرجيم ذاته ونقول لهم تبا لكم وخبتم يا قوم مسعده !!
و هيهات لمثلكم من المرجفين في مجتمعاتنا البسيطة الأقرب إلى الفطرة أن يحققوا مآربهم الدنيئة !!
ورغم طغيانكم سيظل شعبنا عاشقا للنهار وشمسه الساطعة التي ستمحو كتل الظلام التي تحاولون فرضها عليه ..سيظل شعبنا يكره الليل المظلم الذي تريدون جرنا إليه وشعبنا يحب ا لقمر الساطع ونوره الفضي الذي يسحق الظلام ويبدد عتمة الليل!!
شعبنا يحب الليل ونجومه البراقة …ويكره الزيف والخداع ويقول :
تبا لكم ولكل الزهور البلاستيكية التي تتشبهون بها لتخدعونا , تبا لكل الوجوه المختبئة خلف قناع ما, تبا لكل المشاعر المزيفة, تبا لكل كلمة لا تعبر عما يخالج الفؤاد والضمير !!
تبا لكم و للساسة و السياسة .. تبا للنفاق و الكياسة, تبا لعملة اشترت الزمان و المكان وتخلت عن الكرامة والرحمة وأخلاق الإسلام السمحة ...و تبا لدموع التماسيح التي تذرفونها كذبا وزورا !!.
د. علوي عمر بن فريد