وعد أمان يكتب:
الرياضة في زمن كورونا
الحدث الأبرز اليوم في العالم ليس تلك العمليات العسكرية والمعارك التي تدور رحاها في بلدان ومناطق مختلفة في الشرق الأوسط أكانت تلك المعارك البشعة التي تحصد أرواح المدنيين نساء وأطفال في شمال سوريا او في ليبيا او تلك التي ترتكب بعيدا عن انظار العالم في مدن في اليمن وكلها تلتقي في إطار واحد وهو القتل للابرياء بأحدث الأسلحة البرية والجوية والبحرية، بل الحدث الأبرز الذي خطف الاضواء هو ذلك القاتل الصامت الذي يتجاوز حدود كل الدول ولا يقف عند طاولة مفاوضات او حوار بحلول سياسية ولا يقف عند فوهات المدافع وصواريخ الطائرات و البوارج الحربية يحصد الأرواح لا يفرق بين صغير وكبير ولا بين إمرأة وطفل ولا بين زعيم وقائد عسكري يدمر اقتصاديات الدول لا يقف أمامه مارد كالصين ولا دول عظمى كأميركا و روسيا ولا دول متقدمة كأوروبا، يعطل كل مناحي الحياة ويعزل الناس عن مجتمعاتهم وما يعتمل فيها من فعاليات ثقافية وسياحية ورياضية، ينشر الهلع و الخوف في نفوس الجميع ويعزل الجميع عن بعضهم البعض في إطار الدول والمجتمع بل وفي إطار البيت الواحد كذلك إنه "فيروس كورونا" الجديد.
كورونا والرياضة
إن التهديد الذي يشكله فيروس كورونا الخبيث على حياة البشرية بعد أن ظهر وانتشر بشكل كبير ومخيف ومقلق في عدد من الدول على مستوى العالم بات يرمي بظلاله على كثير من الجوانب الأخرى والمجالات المختلفة ويوقف خططها وبرامجها ومن تلك المجالات المجال الرياضي الذي تأثر مع بداية انتشار هذا الفيروس بشكل كبير اضطرت معه عدد من دوائر الاختصاص إلى إتخاذ قرارات من شأنها الحد من إنتشاره وذلك من خلال إلغاء اي فعاليات رياضية يتواجد فيها تجمعات بشرية كبيرة في ملاعب وصالات الرياضة، وهنا تأجلت مباريات على مستوى الدوريات المحلية في أوروبا لحقتها قرارات لتأجيل بطولات آسيوية ومباريات عربية وافريقية وقرارات أخرى لعزل الدول الموبؤة والمصدرة لهذا الفيروس مثل الصين وإيران التي اوصدت دونهما المنافد الجوية والبحرية و البرية عن بقية دول العالم ثم عزل كوريا الجنوبية واليابان وغيرهما من الدول.
تأجيل إلى متى؟
لقد باتت الدول التي لم يصلها هذا الفيروس معزولة هي الأخرى عن العالم ومحرومة من متابعة البطولات الرياضية المختلفة وبخاصة دوريات كرة القدم التي تأجلت والأخرى التي ربما ستلحقها لتبقى الرياضة في هذه الحالة على مرمى فيروس كورونا الذي لا يعرف احد إلى متى سيظل جاثما ومتغلغلا وقاتلا للمصابين به ومدمرا لكل ماهو من حولهم ومعطلا لحياتهم.
لقد تسلل اليأس إلى قلوب الرياضيين وتحديدا العاشقين لكرة القدم وانتابهم الخوف من توسع انتشار الفيروس ليعزلهم وليوقف دوران الكرة في ملاعبها الساحرة وذلك مع عدم وجود مؤشرات إيجابية لتراجع مستوى إنتشار كورونا، ومع التصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس اتحاد الفيفا(انفانتينيو) الذي قال: من الصعب على اي حال فرض حظر عالمي، موصخا ان الحل هو تأجيل المباريات او لعب المباريات دون جمهور مؤكدا انه من الصعب مشاهدة مباراة حماسية خلف الأبواب الموصدة.
وإذا استمر تفشي هذا المرض ووصل إلى مساحات أوسع وتدول فأن المخاوف من أن تصبح الرياضة في زمن كورونا شبه متوقفة وملاعبها مغلقة ونجومها في حجر صحي وعزل تام عن ممارسة هواياتهم لكن نسأل الله سبحانه وتعالى أن لا يرينا والبشرة جمعاء في كل بقاع الأرض اي مكروه وان يقشع هذه الغمة عن صدورنا... آمين