وعد أمان يكتب:

أهل عدن ورمضان

اهل عدن يستقبلون شهر رمضان الفضيل كل عام بفرحة لا توصف نجدها ترتسم في وجوه رجالها و نسائها شبابها واطفالها، وعدن لها مع هذا الشهر الفضيل علاقة دينية روحانية تتجلى في طقوس و عادات وتقاليد يتمسك بها أهلها الطيبين كل عام مع قدوم رمضان، وفي هذا العام كان هناك من يعتقد ان كورونا هذا الفيروس الخبيث سيعكر أفراح اهل عدن وسيلغي ممارستهم لطقوسهم و عاداتهم وتقاليدهم الخاصة التي توارثوها عن آبائهم واجدادهم لكن اهل عدن لم يستسلموا ولم يرتموا في احضان مخاوف هذا الوباء الذي فرض بجبروته حظرا للتجوال أعلنت عنه السلطات احترازا من تفشيه ومع هذا بقيت عادات وتقاليد اهل عدن قائمة والكل كما اسلفنا يحافظ عليها، الأسواق مكتضة الكل يحرص على شراء احتياجات رمضان من محلات بيع البهارات المليئة بربات البيوت رغم إنطفاء الكهرباء في هذه الأسواق وسماع ضجيج "المولدات الكهربائية" الذي يتلاشى احيانا مع ضجيج أصوات الباعة والمتسوقين.

 

 

الشباب يمارسون أيضا عاداتهم كما في كل عام يلتقون في الأحياء السكنية يتداولون الحديث عن بطولات كرة القدم الرمضانية والبعض الاخر تراه في حركة دؤوبه يقوم بتزيين منزله بسراجات الزينة الملونة، أما الأطفال فنجدهم يتجمعون في الحارات وعند إنطفاء الكهرباء يتزايد اعدادهم ويجولون في الحارات يقرعون ما وصل إلى أيديهم من أواني وعلب واعواد قديمة يتخذونها آلات إقاعية مصاحبة لاهازيج واناشيد ترحيبية بشهر رمضان.

 

 

لقد عجز كورونا عن فرض مصطلحاته الجديدة البعيدة عن الإنسانية و التعايش المجتمعي فمبدأ التباعد الاجتماعي وان كان احترازا لتفشي هذا المرض لم يستطع ان يفرض هيمنته على المجتمع العدني الذي تكون شرائحه في شهر رمضان اكثر تقاربا من بعضها البعض تمارس طقوسها وعاداتها وتقاليدها بإبتسامات عريضة وتتهيأ لإستقبال رمضان هذا الشهر الفضيل شهر العبادة والصيام والأكثار من تلاوة القرآن، شهر المحبة والسلام والطمأنينة والأمان...اللهم بلغنا رمضان.

مقالات سابقة