محمد حسين السماعنة يكتب:
الطزطزة والتطبيل
أكاد أجزم أن مصطلحي الطزطزة والتطبيل مصطلحان من بطن واحد بل من أب واحد أيضا ، ولا تسألوني كيف ،ولم، ومن أين لك هذا .
وكل ما لكم علي هو توضيح نقاط الالتقاء بينهما ونقاط الاختلاف. كلنا يعرف أن الطز هو الملح وأن الطبل هو آلة جوفاء تضرب بالعصا أو المطرقة لتحدث صوتا ضخما لكن علينا أن نتذكر أن الطزطزة تنطق نطقا ولا تحدث فعلا وكذلك التطبيل فهو قولي لا فعلي ، ثم إن الطزطزة فيها حركة لسانية باذخة وكذلك التطبيل الذي يكفيه وجود الطاء والباء ليدل على عظم الحدث والمطزطزون والمطبلون لا يحتاجون إلى رخصة مهن لممارسة وظيفتهم التي يتقنوننها ويمارسونها بشغف ولهفة وحرص فهما مهنة من لا مهنة له ، وتجارة من لا بضاعة عنده إلا لسانه فهو حصانه، وهو سيفه الصارم ودرعه الواقي ، ولا يحتاج المطزطزون والمطبلون إلى رأس مال وإنما هم محتاجون إلى ساحة ومنبر ،ولكن
الطزطزة مادة الغضب فهي من مشتقاته ، وأما التطبيل فهو مادة النفاق أو الفرح أو اللعب أو اللهو ومشتقاتها وأكاد أجزم أن كل مطزطز هو طبال ولكني لا أستطيع إثبات أن كل مطبل هو مطزطز والفروق ليست كثيرة بين المطزطزين والمطبلين فلذلك فلا تستغرب إن رأيتهما معا على طاولة واحدة ، أو في فاردة أو عرس أو في بيت عزاء ولكل موسمه وزمنه ومجده بين فصول السنة وفي شهورها كلها فهما لايتأثران بالحرارة، وإنما هما من توابع الحدث وأصحابه ...