د. عيدروس النقيب يكتب:

دعوا سقطرى وشأنها!!

مرة أخرى يعود خاطفو الشرعية للتصعيد وهذه المرة في سقطرى المسالمة الآمنة المتعايشة مع نفسها وأهلها.

كل العالم يحشد الطاقات ويعد الخطط ويجند الممكنات لمواجهة وباء كورونا الذي يلتهم يوميا عشرات آلاف الأرواح في ظل عجز أقوى القوى الدولية عن إيقافه، لكن خاطفي الشرعية اليمنية، المسترخيين في فنادق المواجهة يشعرون بالأمان فهم في محاجرهم الصحية المجانية منذ خمس سنوات، ولا شيء يهمهم مما يهدد البلاد والعباد شمالاً وجنوباً بل لقد راحوا يسخِّرون ما استحوذوا عليه من مراكز في السلطة المركزية والمحلية لمقاومة الشعب بدلاً من أن يقدموا له اللقاحات والأدوية ووسائل الوقاية وغيرها من الاحتياجات الضرورية في هذا الظرف العصيب.

إنهم لا يفكرون إلا بمزيد من التوسع والنفوذ ولا في ظل فشلهم المزمن عن تقديم أبسط الواجبات المناطة بهم.

والأدهي من كل هذا أنهم يسلمون المدن والمعسكرات للحوثيين، وقيل أنهم يتفقون معهم على مبدأ الاستلام والتسليم كما يبيع الحانوتي بضاغته لمن يدفع أكثر، لكنهم يتنمرون على المواطنين الجنوبيين الذين لقنوا الحوثيين أقسى الدروس ودرعوهم أمر الكؤوس.

محافظ سقطرى الذين يصفونه بالمدنية والبساطة والأهلية خرج بتصريح ناري يهدد فيه ويتوعد الجنود والضباط الجنوبيين الذين رفضوا الخنوع والاستسلام لجماعات الفساد والاستبداد والارتهان، في تصرف ينم عن أن خاطفي الشرعية لا وظيفة لهم سوى الاستحواذ والهيمنة وتسخير المناصب والمواقع والوظائف للمصالح الحزبية الصرفة، تماما كما فعلوا منذ ابتلى الله اليمن بهم وأوصلوا البلد إلى ما وصلت إليه من الخراب والهوان والازدراء في نظر كل العالم.

يا هؤلاء!!

دعوا سقطرى وشأنها واتركوا أهلها ليحلوا بطريقتهم وبوسائلهم وبثقافتهم المعروفة ووفروا على أنفسكم لغة التنمر والهنجمة لتواجهوا بها من عبث ببلدتاكم واستبد بأهل مدنكم وأريافكم وصادر ممتكاتكم وهو اليوم يشرع في إصدار أحكام الإعدام بمثقفيكم وإعلامييكم وأنتم مشغولون بسقطرى وشبوة والمهرة ولا كأنكم تعلمون.