شائع بن وبر يكتب:
صراع الأقوياء !
شخصية إجتماعية لها ثقلها سألتها ذات مرة ما سر ابتعادك عن الفصل في الخصومات و النزاعات ؟ فردّ و الحسرة تراوده قائلاً الشعور بالذنب في الوقوف مجبراً مع الجلاد الجائر خوفاً على الضحية من ردة فعل أقوى و أخطر !
اقنعني كثيراً فهناك مواقف كثيرة تجسد هذا الصراع و يبقى عامل القوة ميزانه فترتفع كفة القوي طالما الكفة الأخرى أكثر ضعفاً و تهوي للأسفل في حال الكفة الأخرى أكثر قوة و صلابة !
يستقوي و يتهنجم و يمارس كل صفات القوة و يصير أسد و نمر و ذئب و صقر حينما خصمه ضعيف و ما أن يقع في موقف مماثل و خصمه قوي يصير الأسد نعامة … و النمر زرافة … و الذئب دجاجة … و الصقر حمامة !
يعيث في الأرض فسادا … و يتأذى منه شيوخاً و أطفالا … و عند شكوى الضعيف ليس له سماعا … و إذا قاومه أتوك كلهم تباعا … غلّطوه و وبخوه و خسّروه أموالا … و عند شكوى القوي أتوه بعشر أذانا … أو بريئون منه فليس له بينهم مكانا … فكيف بالأمس عند الضعيف أنتم له إخوانا … و اليوم عند القوي تركتموه مهانا .
في الأخير ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس فيتصارعون لأجل البقاء متناسين أنّ لله وحده البقاء فظهرت لنا أزمات كثيرة … و أوبئة مقيتة … و أمراض عديدة … و كوارث خطيرة … فهل سنتعظ أم سيبقى صراع الأقوياء شعاراً ننتهجه للأبد ؟
*و دمتم في رعاية الله