د. عيدروس النقيب يكتب:

لقطات من مشهد التهدئة

  • وصلت لجان المراقبة وقف المواجهات في أبين بعد يومين من الإعلان عن موافقة الطرفين، قوات الإخوان (الشرعيين)، وقوات المقاومة الجنوبية، لكن الإخوان كانوا قد مهدوا لإفشال مهمة لجان المراقبة السعودية بأن شنوا هجوما (خاطفاً) باتجاه منطقة الطرية فقدوا فيه عددا من القتلى والجرحى والأسرى وهو أمر مثير للأسف والشفقة على الضحايا الذين يدفع بهم قادتهم إلى المذبحة وكأنهم قطعان من الأنعام وليسوا بشرا لهم حق الحياة بأمان وكرامة وحرية.
  • وللتذكير فقط فإنه ومنذ وصول رئيس المجلس الانتقالي والوفد المرافق له إلى الرياض تلبية لدعوة الأشقاء في المملكة العربية السعودية، ظلت جماعة الإخوان تصر على معزوفة (ضرورة إحداث تغيير في ميزان القوى على الأرض)، وكانت الخطوة الحمقاء التي أقدموا عليها صبية 7/6 في محاولة دخول مدينة جعار والتي قتل فيها قائد العملية العميد الخضر كرده وعدد من جنوده وضباطه ولم يصدر حتى بيان نعي بمقتلهم حتى لا يقال أن الضربة فاشلة، كانت جزءً من هذه المحاولة الفاشلة، ثم جاءت بعد ذلك مسرحية الحراري فكانت أكثر خيبة من الضربة نفسها عندما طلع الحراري مجرد قاذف مضاد للدبابات (R B G) مطور نوعا ما وتعرف قوات التحالف أنها أعطت قوات الشرعية منه المئات ذهب بعضها في يد الحوثي، وهكذا فشلت الرسالة التي أراد المتهورون إيصالها عن تفوقهم على الأرض.
  • مطلب "إحداث تغيير في توازن وتمواصع القوى على الأرض بدأ قبل كل هذه التطورات ، وقد جاءت أحداث سقطرة وقبلها أحداث نصاب وحبان في شبوة والمحفد في أبين لتؤكد إمكانية حدوث هذا التغيير ، لكن ليس كما كان يتمنى ألإخوان.
  • صبيحة الإعلان عن اتفاق الهدنة أو التهدئة وبعد التطورات التي شهدتها محافظة سوقطرة، كانت مواقع إصلاحية قد نشرت تسريبات تقول أن المواجهات لن تتوقف، وتحرص هذه التسريبات على الإشارة إلى أن أولاد الرئيس هادي هم من يرفضون التهدئة، ويصرون (بحسب تلك التسريبات) على أن لا تهدئة إلا بدخول عدن.
  • هذه التسريبات يفهمها كل من لديه أقل قدر من الحدس، فمع كل انتكاسة تتعرض لها قوات الإخوان يتهربون من تحمل المسؤولية ويبحثون عن ضحية أخرى تدفع ثمن هذه النكسات المتتالية.
  • في اللحظة التي أكتب فيها هذا المنشور بلغني أن قوات الإخوان (الشرعيين) تشن هجوما عنيفا على مواقع القوات الجنوبية، بمجرد مغادرة لجنة المراقبة، لكن أحد المتصلين قال لي أنهم (الإخوان) يخسرون عشرات الضحايا من القتلى والجرحى والعدد في تضاعف مستمر ما لم يتوقف الإخوان عن حماقاتهم.
  • السؤال الذي يطرحه عامة الناس هو إذا كانت لجان المراقبة قد وصلت إلى أبين لترقب الوضع في شقرة فمن سيراقب تدفق الجيوش القبلية والعسكرية التي ما تزال تحتشد إلى شبوة باتجاه شقرة من مأرب وخولان وكذا من قوات المنطقة العسكرية في وادي وصحراء حضرموت؟؟
  • ما دفعني لتناول هذه اللقطات هو النتائج المؤلمة التي تنجم عن كل حماقة يرتكبها المتهورون الطائشون الذين نكب الله بهم الشرعية والشعب اليمني جنوبا وشمالاً عندما صيرهم قادة عسكريين، ولو كان بينهم عاقلا واحدا لترحم على أرواح الضحايا الذين يرسلهم بكل استخفاف ولا مبالاة ولا مسؤولية كالقطعان لمواجهة الموت.
  • قلت مراراً أنني أتألم لأخبار القتل حتى لو كان القتلى من الطرف الذي جاء لقتل أهلنا في الجنوب، وهذا بطبيعة الحال لا يعني أنني أتساهل مع أفعال هذا الطرف وجرائمه، لكن المؤلم أن ضحايا الحماقات هم من البسطاء الذين لا يبكيهم أحد، وقد سمعنا بالأمس برقية العزاء التي بعثها نائب رئيس الجمهورية بمقتل العميد حنشل (قائد عمليات المنطقة العسكرية الثالثة)، وكنا نتمنى أن نسمع برقية مشابهة لها في مقتل العميد الخضر كرده وزملائه لكن هذا ما لم يحصل.
  • برقيات العزاء لا تعيد ميتاً وى تضمد جرحاً ولا تزيل حزناً، ومن هنا فلا حل أمام العتاة المتعندين والمتهورين إلا وقف المواجهات وإخلاص النوايا والتقيد باتفاق الرياض وحينها ستكون أبواب عدن مفتوحة لمن أراد الخير لها ولأهلها ولكل الجنوب، أما هواة الغزو والاغتصاب والانتقام فعليهم أن يعلموا أن لا مستقبل لعقدهم النفسية ونزواتهم العدوانية ومآربهم الإجرامية.

زليتهم يفقهون

وليتهم يحرصون على أرواح جنودهم كحرصهم على الغنائم والمسروقات.