د. عيدروس النقيب يكتب:
انقلاب مكتمل الأركان!!
تداول ناشطو التواصل الاجتماعي طرفةً تقول: إن أحدهم كان يتقاضى المرتب الشهري (أيام كانت هناك مرتبات) ويصرف معظمه على نزواته في القات والسيجار والعبث واللهو، لكن أولاده قرروا تسليم الراتب للأم لتقوم هي بتوزيع المبلغ على احتياجات الأسرة، فما كان من الأب العابث إلا إن صرخ : هذا انقلاب مكتمل الأركان!!
تذكرت هذه الطرفة وأنا أتابع ردود أفعال عدد من جهابذة السياسة من إخوتنا وزملائنا الشماليين، بعد التطورات التي شهدتها محافظة أرخبيل سوقطرة في الاسبوع المنصرم، والتي شكلت فشلاً ذريعا لدعاة المشروع التركي وأنصار إمبراطورية “خليفة المسلمين” الجديد القادم من هضبة الأناضول.
لقد جرى ابتذال مفردة الانقلاب حتى إن المرء لم يعد يميز بين جد هؤلاء ومزحهم، فما إن يخرج المواطنون ليطالبوا بتسليمهم مرتباتهم المتأخرة منذ أشهر، أو بتوفير الكهرباء أو بتحسين خدمات البلدية وحماية الأمن وقطع دابر الجريمة حتى تتصاعد هجمات المراكز الإعلامية التي تدافع عن الفاسدين ولصوص الخدمات ومهربي الممنوعات والمتاجرين بالمواد الإغاثية ومن لف لفهم ويعلو صوت النواح “إنه انقلابٌ مكتمل الأركان”!ّ!
تابعت حوارا على شبكة التواصل الاجتماعي بين اثنين من المثقفين السياسيين اليمنيين أحدهم من المحويت من المؤيدين للشرعية والثاني من حضرموت على خلفية أحداث سوقطرة في الاسبوع الأخير، وكان أخونا صاحب المحويت يتأفف قهرا مندداً بما أسماه بـ”الانقلاب مكتمل الأركان” الذي جرى في سقطرة، لكن الأخ من حضرموت قال له: يا أخي اعمل انقلاب في المحويت وسنعمل لكم بيان تأييد مزلزلاً ولن نكون إلا مع انقلابكم.
فغضب الأخ صاحب المحويت وراح يشتم ويلعن ويتهم أخونا الحضرمي بالعمالة للإمارات ويتحدث عن المال الإماراتي “المدنس” وهو يتقاضى راتبه من المملكة العربية السعودية الشقيقة، وطبعا لا يسمي مالها بالـ”المدنس”.
يا هؤلاء!
ارحموا مفردة “انقلاب” من كثرة استخدامها وكفوا عن إلصاقها بكل من وما لا يروق لكم، واتجهوا نحو الانقلاب الذي اختطف كل شيء من البلد من الدولة والأرض إلى لقمة عيش الناس وأرواحهم وعندما تنجحون في تحرير الأرض والإنسان مثلما فعل الجنوبيون انقلبوا كما تشاؤون وعلى من تشاؤون.