د. عيدروس النقيب يكتب:
من الحرب بالطلقات إلى الحرب بالتجويع
منذ ٧/ ٧ /١٩٩٤م ظل النظام يتعامل مع ابناء الجنوب كما يتعامل المتصدق مع المتسولين.
خريج الدكتوراه الجنوبي في عام ١٩٩٥م مثلاً، كان يجري اشهرَ لكي يعدل راتبه فيرتفع من ١٢ الف ريال إلى ١٧ ألف ريال، في حين يتقاضى نظيره مائة إلى مائة وخمسين ألف ريال.
"الثوار" العجزة الذين انقلبوا على رئيس النظام وأسموه "الطاغية" ثم "المخلوع" ، ثم "الانقلابي" ثم "الشهيد" ، لم يحافظوا على ثنائية (المتصدق والمتسول) ، بل حولوا كل الشعب الجنوبي (مع استثناء النازحين إلى حي الناصرية والعليا وميدان تقسيم والدفنة أو الدحيل) حولوه إلى عدو واطلقوا عليه حروب شتى بدءً بإعادة محاولة الغزو بالاجتياح وحرب الخدمات، واليوم يواصلون حرب التجويع.
العسكريون المعتصمون أمام مقر قوات التحالف بعدن ليسوا مجرد متقاعدين يطالبون بمعاشاتهم التقاعدية وهي حق مشروع لا يستطيع احد أن ينكره، بل إنهم قادة وجنود خاضوا كل المعارك منذ ٢٠١٥م وأعادو الرئيس الشرعي إلى عدن وسلموه الجنوب كاملاً مكملاً، وبعضهم ساهم في معركة الدفاع عن عدن عام ١٩٩٤م وقبلها خدم الوطن عشرات السنين.
لا يمكن المقارنة بين ادوار هؤلاء الأبطال، وأي دور لقادة "شرعية الناصرية والعليا" ومع ذلك يتحكم الأخيرون في لقمة عيش أولائك الأبطال الوطنيين، لا لشيء إلا لأن الزمن هو زمن التافهين، أو كما قال الشاعر:
"زمن التملق والإثاره
زمن النفاق تزلفا
والبغي والمستمتعين
ببيعهم شرف الطهاره
زمن الثعالب
حينما تسطو
على وكر النماره" ٠
لقد تعود الجنوبيون على حروب التجويع، لكن الغريبة هذه المرة أن الذين يجوعون الشرفاء الجنوبيين، يطالبونهم بنصف الحكومة التي ستحكم الجنوب، وليس سنحان او ذمار أو عمران، إعمالا لما ادانوه ذات يوم ملخصا في المقولة المختصرة
"إما ان نحكمكم أو نقتلكم جوعا"
ولكن هيهات