د. عيدروس النقيب يكتب:
رحيل آخر الأكتوبريين
اليوم رحل عنا واحد من عمالقة الثورة الأوكتوبرية الخالدة، وأحد رجالها الأفذاذ – المناضل الكبير علي محضار قاسم بن حلموس المحرمي.
رحل بعد مواجهة طويلة وعنودة وغير متكافئة مع الادواء والعلل وقبل هذا وبعده مع نظام حكم جائر ومختل حد الاعوجاج، يكرم التافهين ويعاقب الشرفاء بسبب شرفهم والمناضلين بسبب نضالهم.
سيكون لي وقفة مطولة مع المناضل الكبير علي محضار، لكنني اشير هنا وعلى عجل بأنه وعندما كان المناضل الشهيد علي عنتر قائدا لجبهة الضالع في مواجهة القوات البريطانية، والمناضل الفقيد محمد علي هيثم قائدا لجبهة دثينة، والمناضل الرئيس علي سالم البيض قائدا لجبهة أبين، كان المناضل علي محضار قائدَ لجبهة يافع وقد قاد عددا من العمليات الفدائية الناجحة في كلٍ من مناطق با تيس وجعار والحصن فضلا عن المشاركة في العماليات الفدائية داخل عدن وفي جبهات الثمير والحبيلين وغيرها.
ويوم ١١ فبراير ٦٦م كان بمعية الشهيد مهيوب علي غالب (عبود) في إحدى العمليات الفدائية في مدينة الشيخ عثمان وكان يمكن ان يغدو شهيدا مع رفيق دربه لولا إرادة الله وحكمته وحدهما.
وأشير إلى انه كان أحد معتقلي سجن (البحرين) في مدينة جعار عاصمة سلطنة يافع الساحلية، مع المناضلين الشهيد عبد الباري عبد الحبيب والفقيد محمد علي القيرحي والمناضلين علي حسين مخيل ويسلم عبد الله ناصر وآخرين، وتم تهريبهم بواسطة حارس السجن المناضل البطل محمود خالد الباقري ليعودوا إلى جبهات النضال.
الحديث عن مناضل بحجم ومكانة القائد علي محضار بن حلموس يطول ويطول لكنني اكتفي فقط بالإشارة إلى أن بلدا بحجم هذا البلد لديها حكومتان ودولتان كل منهما تصرف المليارات للإنفاق على اللصوص وتجار الحروب وصانعي الفبركات الإعلامية الزائفة وتدفع عشرات آلاف الدولارات لإجراء عملية اقتلاع ضرس أو استئصال باسور لموظف حديث لم يكمل ست سنوات من الجلوس تحت مكيف المكتب، لكنهما تستكثران مئات الدولارات لشراء تذكرة سفر لمناضل كان ذات يوم احد الذين هزوا عرش الإمبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس، وهو ما يكشف لنا تلك المعادلة المختلة التي أشرنا إليها في بداية الحديث.
رحمك الله رحمة الأبرار ايها المناضل البطل.
ولا عزاء لوطن يقوده الطارئون ويتحكم في مصيره المتدربون ويعبث بمستقبله المبتدئون وينهب ثرواته اللصوص وتجار الحروب والسياسيون المتمصلحون
وعزائي لنفسي ولاولاد الفقيد – الشهيد واهله وذويه ومحبيه
وإلى رفاقه ورؤسائه ومرؤوسيه وكل من تعرف عليه واكتشف ما لديه من كنوز السمعة الحسنة والخلق الرفيع والوفاء للوطن ونكران الذات حد الموت صمتاً
وإنا لله وإنا إليه راجعون