د. فضل الربيعي يكتب:
هذه هي عدن.. تزف أبنها الكفيف في أكبر وأروع زفة
شهدت عدن يوم أمس ١٨ يوليو ٢٠٢٠م حدث فرائحي، أبهر الناس جميعا، من حيث لالاته وحضوره التميز، عاش أبناء عدن يوم أمس ليلة فرائحية جميلة حملت كل معاني الحب والإنسانية. أنه عرس محمد البصير وان كان كفيفا وشريكة حياته.. كان عرسهم قد أنار مدينة عدن وادخل السرور إلى قلوب أبناء عدن الذين أرادوا من هذه المناسبة، ترسيخ روح المدينة الأصيل الذي تعايش فيها كل الأجناس والقبائل، في محبة وتعاون ووئام، امتزج بعبق نسيم بحرها، ورمال شواطئها.وروائح بخورها.
هذه هي عدن وهؤلاء هم أبناؤها الطيبون، الفرحون أرادوا من هذا العرس أن يقولون للمتابعين،
إننا روح واحدة بالمدينة نعيش الفرح الجماعي، رغم ما تعرضت له المدينة من معاناه وتدمير، في تراجع خدماتها .
إنها عدن التي لا تعرف إلا قيم الإنسانية والجيرة والمحبة والتكافل ..
أراد محمد أن يفرح كما يفرح زملاءه الآخرين يعيش مثلهم ويشاهد بروحه أن عرسه لا يختلف عن الآخرين الذي يحضره الكثير، إذ قام بنشر دعوته عبر التواصل الاجتماعي. جاءه الرد الوفير الذي عبر عنه ابناء وبنات عدن عن حبهم لزميلهم الكفيف وتداعوا تلقائيا إلى أن يظهرون عرسه باحلى مظاهر العرس في عدن، حيث تزاحم الشباب والشابات لمشاركتهم في التحضير لهذا العرس الذي اعتبره كل واحد منهم أنه عرسه الخاص. إذ تدفقوا على صالة العرس، الذي تحول إلى تظاهرة كبيرة في عدن، يتناقلها الكل.
كانت صالة العرس قد اكتضت بالناس، وامتلت الساحة المجاورة بالحضور المتميز الذي جاؤا من كل احياء عدن محملين بالهدايا وحسن النوايا ..
ايها العالم هذه هي عدن المحبة والوئام والفرح..
د. فضل الربيعي