د. عيدروس النقيب يكتب:

حوارات الرياض وصناعة الضرائر

ما يزال الرهان على إمكانية صناعة حل توافقي لأزمة العلاقة بين الجنوب والشمال من خلال حوارات الرياض ، وهذا الحل كان يمكن إنتاجه من خلال اتفاق الرياض، لولا عبث العابثين وتعطيل المعطلين، الذين حشدوا الحشود وأعدوا العدة للهجوم على شركاء الاتفاق في أبين وشبوة بدلا من توجيه الفيالق والعتاد لاستعادة صنعاء كما نص اتفاق الرياض.

الذين عطلوا اتفاق الرياض واستبدلوه بالحرب على الشيخ سالم وقرن الكلاسي، وبعد أن فشلت لعبتهم وانكشفت تفاصيلها هاهم اليوم يخترعون لعبة جديدة ليس لإفشال الاتفاق الذي قد ضمنوا فشله، بل لتعطيل أي اتفاق جديد يمكن أن يحرجهم للدخول في مواجهة حقيقية مع حبيبهم سيد مران، ولذلك جاء اختراع ضرائر جنوبية للمحاور الجنوبي، من خلال كيانات مجهرية تظهر مرة كل بضعة سنوات، وتطالب في الحوار نيابة عن مناطق أو حارات أو أجزاء من محافظات ومديريات، وما أسهل أن تخترع لها اسماً كبيرا للتعبير عن مجهريتها.

لم يسأل الإخوة الذين ينصبون أنفسهم ككيانات موازية للحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، لم يسألوا أنفسهم: لماذا أوعز لهم المعطلون وحدهم ولم يوعزوا لمحافظة شمالية (ذات 4 ملايين نسمة) بحجم تعز أو إب أو تهامة أو صنعاء للمطالبة بتمثيلها في حوار الرياض؟؟

مخترعو لعبة الضرائر منتجون فاشلون لأنهم يلعبون لعبةً أقل ما يقال عنها أنها سمجة وسخيفة وبائسة، ولأنهم يعتقدون أنهم ومن خلال الكيانات الهلامية المجهرية سيستطيعون تعطيل حوارات الرياض التي تستهدف تطبيع الحياة في محافظات الجنوب والذهاب نحو حسم الهدف الرئيسي لعاصفة الحزم المتمثل في إعادة الرئيس الشرعي ومؤسسات الشرعية إلى صنعاء، وهم بذلك يكشفون أنهم سيعملون ما بوسعهم للحيلولة دون العودة إلى صنعاء بعد أن سلموها "لأيدي أمينة"، ولم تعد تهمهم استعادتها، مثلما يهمهم استمرار الحرب التي حصدوا من ورائها المليارات بمختلف طرائق الغش والتزوير وبيع الأسلحة وتجارة الممنوعات وقوائم الأسماء الوهمية.

أما الذين يرتضون لأنفسهم لعب دور الضرة المعطلة فإنهم لا يسيؤون لأحد أكثر مما يسيؤون لأنفسهم، إذ لم يستطيعوا الرد على سؤال بسيط ببساطة عمضة العين وفتحها وهو: لماذا لم تتذكروا جنوبيتكم إلا اليوم بعد أن سالت الدماء وأُزهقت الأرواح وحوصِرت المدن وجوِّع السكان ودُمِّرت الخدمات وأنتم ترفلون في نعيم الفتات الذي تصدق به عليكم الموعزون المعطلون الكبار؟