د. عيدروس النقيب يكتب:

حقيقة فعاليات لودر

لم أكن أتمنى أن يعترض أحد الفعالية التي دعا إليها بعض أنصار الحكومة (الشرعية) في مدينة لودر بمحافظة أبين للتعبير عن تأييدهم للوحدة اليمنية الاندماجية، وما أضافته قناة الحدث من عندها (تأييد مخرجات الحوار الوطني اليمني)،كما جرى تصويرها من قبل بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، فهذا حقهم المدني المشروع، بيد أن ما جرى اليوم لم يكن كما تناقلته تلك المواقع الإلكترونية أو كما صوره بعض المتطوعين بالتصريحات والتغريدات المجانية أو غير المجانية.

أحد الإعلاميين من أبناء لودر روى لي الحقيقة المغايرة لكل ما جرى تناقلته وما تطوعت به قناة الحدث وما يصرح به المصرحون المتطوعون، وتلك الحقيقة هي أن هناك فعالية نظمتها القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي لتأبين الفقيد علوي محمد علوة ابن لودر وأحد القادة الوطنيين الرافضين لسياسات ما بعد حرب 1994م والشهيد نصر الصالحي القائد السابق للحزام الأمني الذي اغتيل غدرا في مديرية مودية.

أحد المليارديرات كان قد أوعز لأنصاره بتنظيم فعالية موازية لتأييد الشرعية والتهجم على المجلس الاننتقالي وقام بصرف عشرات الآلاف من الدولارات لتنظيم تلك الفعالية، لكن المواطنين استلموا المبالغ ولم يذهبوا للفعالية، وهو ما اضطر المنظمين لها إلى استدعاء بعض العسكريين من أبناء مأرب وخولان النتمركزين في لودر وشقرة وشبوة ومعهم زملاؤهم الذين يقاتلون القوات الجنوبية، مما دفع الفعاليتين للمواجهة، وأدى إلى هروب العسكريين واستمرار فعالية التأبين للفقيد علوة والشهيد الصالحي وفشل الفعالية المفتعلة وخسران الملياردير لنقوده بلا فائدة.

من بين الطرف التي يتناقلها ناشطو التواصل الاجتماعي أن أحد أبناء لودر الذين استلموا المبالغ أبلغ عنها وعن رغبته في تصريفها في فعل الخير وقال لي الإعلامي الجنوبي أنه ينوي بتسخيرها لشراء عيدية لبعض الأسر العاجزة عن تدبير لحمة العيد وهذه لفتة إنسانية يستحق عليها صاحبها كل الشكر والثناء.

مأساة القائمين على الحكومة (الشرعية) تكمن في أنهم لا يملكون ما يقدمونه للناس من خدمات ومعالجات لمشاكلهم ومعانياتهم فيضطرون إلى استنساخ مكونات مجهرية لمنافسة المجلس الانتقالي الجنوبي، وطوروا هذا الاستنساخ إلى استنساخ فعاليات موازية لفعاليات المجلس الانتقالي لكنها فعاليات فاشلة، وتلك هي واحدة من علامات الإفلاس والفشل المصاحب لكل عمليات المحاكاة والتصنيع والاستنساخ بكل أسف.

تلك هي حقيقة ما جرى اليوم (الأثنين 27/ يوليو/ 2020م) في مديرية لودر بلا زيادة ولا نقصان، أما التضخيم والمبالغة وتصوير مسيرة العسكر وتطعيمها بفيديوهات من أزمنة وأمكنة مختلفة وتصوير الأمور وكأن التاريخ دخل منعطفا لم يعرف له مثيلاً من قبل ، فتلك أمور لا علاقة لها بكل ما جرى