د. عيدروس النقيب يكتب:
في ذكرى شهداء الإمارات والسعودية
مرت الذكرى الخامسة لحادثة العملية الغادرة التي تعرض لها مقر قوات التحالف العربي في محافظة مأرب، واستشهد فيها ٥٢ جنديا وضابطا إماراتيا و١٠ جنود سعوديين ومعهم ٣٢ جنديا يمنيا.
اليمنيون ليسوا ضعيفي الذاكرة كما قد يتصور أو يصور البعض، لكن السلطة اليمنية الرابعة يسيطر عليها في الأغلب أولائك الذين ابتهجوا في السر حينها، (وربما في العلن) لهذه الحادثة.
لم يأت الجنود والضباط الإماراتيون والسعوديون للنزهة أو لممارسة اللهو والتسلية في فنادق وملاهي مأرب الليلية ولا لقضاء إجازاتهم السنوية، لكنهم جاؤوا بتكليفٍ من قيادات بلادهم التي قطعت عهدا على نفسها أن تنهي الانقلاب على السلطة اليمنية (الشرعية) وتعيدها إلى عاصمتها، وظن الأشقاء بأنهم لن يقدموا من التضحيات إلا اقل مما سيقدمه قادة الشرعية من أهلهم وذويهم وأولادهم وإخوانهم، فاعتقدوا (الأشقاء) بأن قادة الشرعية سيهرعون مع كل من يمت لهم بصلة إلى أول محافظة ستتحرر لكي يزحفوا بقضهم وقضيضهم باتجاه صنعاء خصوصا بعد أن نجحت المقاومة الوطنية الشمالية من إسقاط فرضة نهم وسلسلة جبال هيلان خلال أشهر من بدء عاصفة الحزم، واصبحت صنعاء تحت مرمى نيران مدفعية القوات (الشرعية).
لم يقل الشرعيون لذوي الشهداء الإماراتيين، (ولا حتى للسعوديين) عظم الله أجركم ورحم الله شهداءكم.
لا بل لقد سخروا سفهاءهم للتشهير والتشويه بدور دولتي التحالف الرئيسيتين، وراحوا يقنعون قراءهم بأن قوات التحالف تريد احتلال اليمن ونهب ثرواته، وتدمير آثاره، ولقيت تلك الترهات والخزعبلات رواجا واسعا بين السُذَّج والمؤدلجين، فراحوا يرون في قوات التحالف طرفاً معادياً أكثر من اتباع إيران وشراً أقل من شر الانقلابيين ومن تحالف معهم.
ولم يقتصر تأثير تلك الترهات على صنع رأي عام مشوه بل لقد انعكس في تسليم محافظات ومديريات كاملة للحوثيين، باعتبارهم أقل شرا من التحالف العربي الذي ضحى بمئات من رجاله نصرة لمن اعتقد قادته أنهم يستحقون النصرة.
رحم الله شهداء القوات الإماراتية والسعودية ورفاقهم اليمنيين، وكل شهداء المقاومة الشمالية والجنوبية الذين اسقطوا بدمائهم وأرواحهم رهان أحفاد بيت حميد الدين.
وصادق العزاء لأهلهم وذويهم في ذكراهم الخامسة.