د. عيدروس النقيب يكتب:

لا يحصل هذا إلا في عدن

في حالة نادرة لا تتكرر كثيراً قام الكادر بمكتب وزارة الثقافة في العاصمة عدن المحاسب ايهاب عبدالرحمن محمد باعادة مبلغٍ وقدرهُ خمسة ملايين ريال إلى خزينة البنك المركزي بعدن بعد اكتشافه بان هذا المبلغ يزيد عن الإجمالي القانوني المدون في قائمة راتب الموظفين الذي يتم استلامه نهاية كل شهر.
قام إيهاب باستلام المبلغ المستحق كمرتبات شهرية لموظفي مكتب وزارة الثقافة في العاصمة عدن من البنك، ثم بعد أن سلّمَ الموظفين مستحقاتِهِم اكتشف أن لديه مبلغاً فائضاً يزيد عما استلمه الموظفون فتوجه على الفور لإعادة هذا المبلغ إلى البنك المركزي بعدن.
لم يتلق إيهاب رسالة رجاءٍ وتوددٍ من الصراف الذي استلم منه المبلغ في البنك يطالبه فيها بإعادة هذا المبلغ، ولم يشعره أحد بأن المبلغ زائد عن المستحق، لكن ضميره هو من أشعرَهُ بذلك وأخلاقياته هي من دفعَهُ إلى تبني هذا الموقف الرائع.
كان بإمكان إيهاب أن يسكت عما جرى، لكن شعوره بالمسؤولية وإحساسه بأن هذا مالٌ عام يجب أن يعود إلى الخزينة العامة للدولة دفعاه إلى التوجه للبنك المركزي بعدن وإعادة المبلغ لشعورهِ أن خطأً ما قد حدث اثناء استلامه المبلغ المخصص كرواتب من البنك المركزي اليمني لموظفي المكتب ولهذا قرر دون تردد التوجه لاعادة المبلغ.
ليسوا كثرا أولئك الذين يسلكون هذا المسلك النبيل الذي اختاره السيد إيهاب، وهو سلوك حميد وموقفٌ وطنيٌ وأخلاقيٌ رفيع يستحق عليهما اسمى آيات الشكر والتقدير والاحترام والثناء.
وبهذا يكون إيهاب قد قدم نموذجاً أمثلَ وقدوةً حسنة يستحقان أن يقتدي بهما كل ذي ضمير حريص على الوطن والمصلحة الوطنية.
فلك الشكر يا أيها العزيز إيهاب، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون على معاني الشرف والفضيلة والنزاهة والنقاء.