د. عيدروس النقيب يكتب:
على هامش المسلسل التلفيزيوني “فرصة أخيرة”1
ليست هذه قراءة نقدية للدراما التلفيزيونية “فرصة أخيرة” التي تعرضها هذه الأيام قناة عدن المستقلة، لكنه تسجيل لمجموعة من الانطباعات والتصورات عن هذا العمل الجميل الذي علمت للتو أنه قد مضى على إنتاجه حوالي سبع سنوات ولم أتمكن من متابعته ولم أعلم به إلا من خلال قناة عدن المستقلة في العام 2020م ويعود الأمرإلى ظروف خاصة بي، كما إنه من السابق لأوانه الحديث عن المضمون الكلي والأبعاد الفنية والموضوعية، لهذا العمل الدرامي الذي قدمته فرقة خليج عدن وأخرجه المخرج المبدع عمرو جمال، بيد أن الحلقات التي عرضت حتي اللحظة تقدم لنا مجموعة من الملامح الأساسية لمضمون المسلسل وفكرته الرئيسية ومن ثم ما يتصل بها من تعقيدات وتداعيات.
حلقات المسلسل جرى تصويرها وتقديمها منذ العام ٢٠١٣م كما يتضح ممن الحلقات المعروضة على يو تيوب، وعرضته قناة السعيدة، وهو أمر يمكن ان يحسب للقائمين عليها، ومع ذلك يكون التميز الذي بدا به المسلسل والعمق الذي تناول فيه القضايا المستهدفة قد بين لنا أن الحياة الفنية والإبداعية في عدن ليست فقط معافاة من آثار الضربات الموجعة التي تعرضت لها على مدى نحو حوالي عقدين قبل إنتاج المسلسل، بل أنها تتقدم وتسير باتجاه النضوج والمجارة في القدرة على العطاء المثمر المواكب لما يشهده العالم من تقدم في صناعة الدراما وإنتاج الأعمال الفنية الراقية وأن بذرة العطاء في عدن تنمو وتزدهر وتكتسب المزيد من التبلور والسير بخطاً واثقة لمجاراة المنتج الدرامي العربي والعالمي.
كنت قد شاهدت للمخرج الرائع عمرو جمال مسرحية “معك نازل” مباشرة على خشبة مسرح المركز الثقافي بصنعاء في العام ٢٠١٠م ثم على عدد من القنوات الفضائية، وكذلك مع مسرحية “صرف غير صحي” على بعض الشاشات التلفيزيونية، وانقطعت متابعتي لاعماله حتى جاء فيلم “عشرة ايام قبل الزفة”، ومع إدراكي للفوارق النوعية بين الاداء على خشبة المسرح وتمثيل المشاهد في الشوارع والحارات والساحات، لكن الفيلم مثل تطوراً كبيراً في المسيرة الفنية للمخرج عمر جمال (وهذا ما يمكن التوقف عنده في تناولة لاحقة) ، لكن حتى المسلسل الذي لم يفصله عن المسرحية سوى سنتين، كان قد مثل نقلة نوعية في مسيرة عمر الفنية.
وللحديث بقية