د. عيدروس النقيب يكتب:
وداعا أمير الحكمة والسلام
بوفاة سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الشقيقة رحمة الله عليه، خسرت الكويت ومعها كل العرب ومحبي السلام في العالم واحدة من أهم الشخصيات السياسية المتبنية لسياسات السلام والتعايش والعلاقات الإنسانية القائمة على التعاون المتبادل بين الشعوب ورعاية المصالح المشتركة وعدم التدخل في الشأن الداخلي للبلدان.
سيحتفظ التاريخ للكويت ومنذ استقلالها في مطلع الستينات من القرن الماضي احتفاظها بالسياسات القائمة على التوازن وعدم الانحياز والابتعاد عن المحاور وعدم التورط في الصراعات والحروب، واحتفظت الكويت على مر تاريخها لنفسها بمكانة محترمة بين كل شعوب العالم الصغيرة والكبيرة، وحتى في أوج الصراعات والتمحورات نأت الكويت بنفسها عن التشدد والتطرف والتورط في المواجهات الثنائية والمتعددة الأقطاب.
في ظل الحصار الذي تعرضت له جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، بقيت الكويت على علاقة ودية مع الحكم في جنوب اليمن وقدمت كل أشكال الدعم السياسي والاقتصادي والتربوي والصحي للدولة الوليدة في الجنوب منذ استقلالها، وشخصيا درست في الإعدادية على أيدي معلمين منتدبين من دولة الكويت، وأكملت الدراسة الثانوية في مدرسة بنتها دولة الكويت وكان أغلب (إن لم يكن كل معلميها) من الفلسطينيين والمصريين والعراقيين والسوريين والسودانيين يسستلمون مرتباتهم الشهرية من دولة الكويت الشقيقة.
وعند عودتي من إكمال دراسة الماجستير كانت دولة الكويت قد جهزت ثلاثة مستشفيات كاملة التجهيزات واحدة منها في محافظتي (محافظة أبين ) هو مستشفى الرازي بجعار، ومستشفيي ابن خلدون في مدينة الحوطة بلحج وابن سيناء بحضرموت جرى افتتاحها في العام 1988م.
وظلت تلك الميزة متواصلة في عهد الشيخ صباح الأخمد الجابر الصباح، الذي احتفظ للكويت بمكانتها الفعالة في العلاقة مع الشعوب.
رحم الله فقيد الأمة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وأسكنه فسيح جناته
وتعازينا لشعب الكويت الشقيق ولكل الأمة العربية والإسلامية ومحبي الكويت والسلام في العالم.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.