د. عيدروس النقيب يكتب:

التدخلات التركية

حيثما تتدخل تركيا تلتهب الأوضاع ويتصاعد التوتر ولا تخرج إلا بعد أن تتأكد أن كل شيء قد تم تدميره بإتقان.


تدخلت في سوريا، فأفرغت الثورة السورية من مضمونها السلمي المدني الجميل، وطفشت رجالات الفكر والثقافة والسياسة، وحصرت دعمها في التيارات الإرهابية ونشرت داعش والقاعدة، وقال اردوجان أن حلب خطٌ أحمر، ولم يتسحب من حلب إلا بعد أن تأكد أنها غدت حطاماً


وبعدها لم تعد حلب لا خطا احمر ولا اصفر ولا حتى رماديا.


تدخلت في ليبيا ولم تختر الوساطة او إصلاح ذات البين بل ارسلت المرتزقة والمعدات العسكرية، للطرف الذي تهيمن عليه الجماعات الإرهابية وغطاؤها السياسي، الإخوان المسلمون، وأججت الصراع وعمقت عوامل الحرب واليوم تحاول إفشال التوافقات التي يحاول الليبيون التوصل إليها من خلال حوارات المغرب.


ولم يكن التدخل التركي في شمال العراق إلا من خلال قصف الطيران للقرى الكردية وتشريد الأهالي ولم يجر اردوجان حتى اتصالا هاتفيا مع الرئطس أو رئيس وزراء العراق لتبرير هذا العدوان قبل الإقدام عليه.


وفي نزاع ناجورني كاراباخ بين أذربيجان وارمينيا لم تسع تركيا للتقريب بين الدولتين الجارتين لها وحل النزاع سلميا ومن خلال التفاوض، وكان بإمكانها ذلك، لكن اردوجان سارع إلى الورقة الوحيدة التي يتقنها وهي إرسال المرتزقة والأسلحة والأموال إلى أحد طرفي النزاع (أذربيجان) وزيادة الموقف التهابا فوق التهاباته القديمة والجديدة.


وفي اليمن حيث ما يزال التدخل التركي طسير على استحياء لا يدعم الأتراك إلا لونا معينا من القوى السياسية المعروفة بنزوعها الإرهابي وميلها للعنف والإلغاء وسيستمر
والخلاصة.


* تركيا لم تتدخل قط من خلال مبادرات لحل النزاع، بل لا تتدخل إلا لدعم احد طرفي النزاع، وغالبا حيث تقف الجماعات المتطرفة والإرهابية.

* تركيا دولة توسعية لذلك هي لا تدعم احدا حبا في شعبه او نصرة لحقه بل لمد نفذها حيثما يصل جنودها ومرتزقتها.


* يشعر اردوجان بفائض قوة لم يحسن استخدامها، غبدلا من بناء شراكات بناءة مع جيرانه وأصدقائه يذهب إلى تصدير المرتزقة والاسلحة وصرف الملايين الدولارات للتخريب والتدمير وأبقاء اصدقائه في حاجة له حتى يصب هذا في مشروعه الإمبراطوري الذي يحلم به.