يوسف مبارك يكتب:

مرجعية تقنية للسلام

يستشار الحاسب الآلي الخارق في وضع احتمالات نجاح أو فشل المحاولات، وسوء أو حسن استغلال الظروف، مثلما فعلت اليابان مؤخرا عندما زودت حاسبا خارقا بمعطيات جائحة كورونا لتمكينه من احتساب نسب الإصابة المحتملة وأنماط انتشار العدوى، وأفادها بتقرير عما يجب اتباعه أو تجنبه.

فلنتصوّر إذن ما يمكن إنجازه إذا أفردت الدول الأطراف في اتفاق إبراهيم للسلام حاسبا خارقا ولقنته بنود الاتفاق، وكل ما يتفرع عنه من تشريعات وقوانين، وأوكلت إليه مهمة جزئية لاحتساب احتمالات النجاح للمشاريع للمشتركة والروابط الشعبية، وتحديد فرص التعاون والتطوير وفق الاحتياجات المشتركة أو المتبادلة.

بعدها توكل توقعات الحاسب الخارق للمحللين لمعالجة معطياته بما يحفظ التقدم على خطى الاتفاق، ويفعّل العمل على طموحات الترميز المتقدم للغة الحاسب advanced coding، وتصميم برمجيات تنمّي إمكانيات الذكاء الاصطناعي بين الدول في قطاعات الصناعة والتجارة والخدمات.

أيضا في مجال الابتكار والأمن الغذائي، يجمعنا مع إسرائيل تحرّي الطعام المطابق للمواصفات "الحلال أو الكوشر Kosher". وأشير هنا إلى ما أُعلِن مؤخرا عن التقدم لطرح أسهم شركة Meat-Tech 3D الإسرائيلية في البورصة الأميركية، وهي شركة ناشئة متخصصة في الطباعة الثلاثية لبدائل اللحوم، المماثلة لها في القيمة الغذائية والأقل وطأة منها على البيئة. الفرص كبيرة مع مثل هذه التجارب المتقدمة، خاصةً مع وجود شركات محلية وإقليمية في الخليج العربي قادرة على التعاون الاستثماري والتجاري مع مثل هذه الشركة الجديدة.

أوردت مجلة تايم في 2019 ما مجموعه 9 ابتكارات إسرائيلية ضمن أفضل 100 ابتكار لذلك العام، منها جهاز Genny من شركة Watergen الإسرائيلية، الذي يولد 7 غالونات يوميا من مياه الشرب من رطوبة الجو فحسب، وتم تركيبه في قصر أمير موناكو من بين عدة أماكن. من ضمن هذه الابتكارات أيضا ECOncrete للخرسانة المراعية للبيئة، والمناسبة للواجهات البحرية.

هنالك أيضا فرص للتصميم المشترك لمناهج التعليم الفني والتقني، وتطوير الأدوات المصرفية والخدمات المالية التقنية، وابتكار تطبيقات الهواتف المحمولة الخاصة بالخدمات الاستهلاكية والنوعية.

المهم أن يستبعد المؤدلجون من الطرفين - ومن طرفنا الخليجي بالذات - من هذا التعاون وأوجهه المحتملة، لأنهم إما منتفعون إلى حين أو مخربون من الأساس.