د. عيدروس النقيب يكتب:
لماذا الأستاذ عبد الباري طاهر؟!!
تعرض يوم (الأحد الأول من نوفمبر 2020م) الأستاذ عبد الباري طاهر الكاتب والمفكر والناشط المدني لمحاولة اغتيال فاشلة بإطلاق النار عليه من قبل مجهولين لم يعرف حتى اللحظة شيئٌ عن هويتهم.
عبد الباري طاهر هامة فكرية وأدبية وسياسية مستقلة كبيرة بكبر القضايا التي يتبناها والفئات الاجتماعية العريضة التي يعبر عن همومها والجماهير العريضة التي يدافع عن مصالحها.
لا أحد له خلاف أو نزاع شخصي مع عبدالباري طاهر إلا أصحاب السياسات والمواقف والسلوكيات التي يصوب عليها رماح نقده وسهام قلمه، فهو لا يعادي أفراداً ولا يخاصم جماعاتٍ ولا حتى ينتقد أسماءً بعينها لكنه يكتب بشجاعة وفدائية عالية ضد السلوكيات والممارسات والمواقف والسياسات التي تكرس القهر وتؤصل للظلم وتمس الحريات وتهدد حيوات ومصائر ملايين الناس ومستقبل الوطن.
كان الأستاذ عبد الباري قبلها بساعات قد تلقى تهديدات عبر رسائل من مجهولين، وكتب تعليقا عليها يقول فيه "قابلت الرسالة الرصاصة يومنا هذا الأحد الأول من نوفمبر، وأعرف قابيل!
قرأته قبل سبعين عقداً أما اليوم فأنا في خاتمة العقد الثامن من العمر أعرف أحفاد قابيل جيداً، وأقرأ الرسائل جيداً، حتى لو جاءت على قدمين وقدمت في مظاريف البوس والإعجاب".
وعبد الباري طاهر لمن لم يتابع نشاطه وسيرة حياته، هو أول نقيب لنقابة الصحفيين بعد وحدة عام 1990م ورئيس تحرير لعدة دوريات وصحف منها الحكمة، والثوري وكاتب في عشرات الصحف والمجلات والدوريات، كالنداء، الثوري، الوسط، 14 أكتوبر، الحكمة الثقافة الجديدة، اليمن الجديد، الكلمة، الثقافية، الجمهورية الثقافية، الثورة وغيرها.
كما شغل ولعدة سنوات رئيسا لمؤسسة العفيف الثقافية المستقلة في صنعاء لصاحبها المثقف والوزير والسياسي الراحل أحمد جابر عفيف، عليه رحمة الله.
محاولة اغتيال عبد الباري طاهر صاحب الفكرة الحرة والقلم المشع بالحق والحقيقة لا تعبر إلا عن انسداد افق السياسية في بلد يعاني من الانقلاب والحرب والفساد والمظالم وغياب الدولة وكل ما ينسف أسس الحياة العادية لأي مجتمع طبيعي ولو حتى بدائي، ما يعني أن المفكر والمثقف والكاتب والصحفي والمبدع وكل ذي رأي حر يبقى الحلقة الأضعف في استهداف أعداء الفكرة الحرة والحرف المضيء من هواة الاصطياد والمستمتعين بالقتل والمستلذين بإزهاق الأرواح.
إنني أتضامن مع صديقي وأستاذي المفكر والكاتب عبد الباري طاهر، وأدين بكل قوة محاولة اغتياله، وأحمل سلطات صنعاء مسؤولية الكشف عن المجرمين وتقديمهم للقضاء وحماية الأستاذ عبد الباري وجميع المفكرين والكتاب والمثقفين والمبدعين وغيرهم ممن لا سلاح لهم إلا أقلامهم وريشهم وأدواتهم الفنية والإبداعية..