صدام الردفاني يكتب:

الجنوب المتمرد .. وبيضّة ابناء علوان

على مدى ربع قرن ونيف أي ما بعد وحده 7/7 المشؤمة ظل الجنوب مجرد بودي يتحكم في مِكينته قوى الفّيد والبطش ذات الوجه الشمالي ، وكان بمثابة "بيضة " يحطوا كل شخص ينتمي إلى الجغرافيا الجنوبية على هرم السلطة في منصب شكلي يتحكم به مستشاره المنتمي "للشمال " ليتحٌكم بالعناوين ويمشي العمل في ذلك المنصب

وظل الوضع على ذالك الحال فالجنوب مجرد جغرافيا منزوعة عن حكم الوطن الكبير ، وبمجرد أن يضع مسؤول هنا أو هناك ؛ في أي مؤسسة أو في وزاره يظل ذالك الشخص ' أو الكائن مجرد دمية يطاطا رأسه ، ويقص المقص ، ولا يعلم كيف يدير عمله وكيف يتحكم بمدراءه ! . لان من يضع السياسات ويضع المعايير ذو توجه قبلي مناطقي ينتمي غالبا لمناطق الهضبة والقليل لمناطق الوسط الشمالي في حالات فرديه .
تلك الحالة ظلت قائمة وتوسعت وانزادت في التوسع حتى أصبحت أضحوكة وسط كعّكعه يسمع صداها المواطن الشمالي و الجنوبي الذي بات يعلم مدى صلف القوى المتحكمة على المشهد وتعاملها مع الجنوبيين الذين ذهبوا إلى الوحده حبو على أيديهم تجسيدا للوحده العربيه الشاملة

اليوم وبعد ثورة ساحة الجامعة في صنعاء التي انطلقت تمجيدا للربيع العربي حينذاك ظهر على السطح نظام جديد قديم باسم ثورة الشباب واعطي الحكم هذه المره " للإخوان " الجناح العالمي ليكون متحكم عام للمشهد
" ف اخوان اليمن ظلوا طوال وجود علي صالح موجودين على هرم السلطة _ وهذا الأمر لم يعطي لاخوان العرب غير اخوان اليمن _ . ومع ذلك فشلوا فشلا ذريعا في اداره مرحلة الثوره وانتجو في حينها حكومة " باسندوه " التي تأرجحت وانتجت أسواء حكومة في عهد الاخوان مارست نفس السياسة ضد الجنوب أرضا وانسانا

وفي خضم ذلك ظهرت الحركة الحوثية وانبرات باطروحاتها المزلزله من تحت الخيام تتحدث عن ضرورة إعطاء العدل للجنوبيين وافحمت في اتهام النظام السابق بكل خطيئة تجاه الجنوب وأصبحت وامست في بكاء ونياح عن حقوق الجنوب وقضيتة ، حتى سيطرة الحركة الحوثية على صنعاء وانقلبت على نظام الرئيس "هادي "الجنوبي وما لبثت من امساك زمام الأمور حتى بداء منظر وموحي الحركة الحوثية المدعو/عبد الملك بدر الدين بترقيق خطابه وتهديد نبراته تجاه الجنوب وقضيته ، وعندما تيقن بأن فلول بعض قواته قد بدأت فعليا بالاشتباك في شوارع عدن ظهر على التلفاز يتوعد الجنوبيين بضرورة معالجة القضية الجنوبية بحيث تكون المعالجة إخضاع الجنوب تحت عصاء السيد ، وبالتالي ما تحت وما فوق"العدالة " هي وضع بيضة الجنوب في الحكم تحت الهيمنة الزيدية للمره الثانيه

وفي ظل اليد الحديدية التي وضعتها الحركة الحوثية على البلد ، خاض الجنوبيين قتالا عسير دفاعا عن أرضهم ، حتى توجوا بالنصر وبداءو يعيدوا ويرصو صفوفهم لبناء الأمن والاستقرار وتحرير بقية مناطق اليمن الشمالي من هيمنة إيران لصالح المشروع العربي
وخاض معهم في تلك الحرب التحررية بعض مناطق الشمال الذين مازالوا يدافعون عن حقهم في العيش بدون تأثير ابن عمهم بن علوان الذي بات متحكم على جل الشمال
وفي ظل هذا الوضع بداءت القوى المشرده في الانخراط على هرم السلطة بقيادة هادي الجنوبي ، وظل هادي متمسك بقوى الشمال ليكونوا على أعلى هرم سلطته ، يمارسوا نفس الاسلوب المفضوح مع الجنوبيين الذين خاضوا معهم معارك التحرير الوطني

ففي أدبيات الشمال بكل مشاربهم الحزبية والقبلية والدينية الجنوب مجرد متمرد على سلطة هادي

بهذه العباره صاحت الدنيا وتوقفت الحركة وتجمدت الاحاسيس وتكلم الابكم وانقلب الوضع بمجرد إعلان المجلس الانتقالي الحكم الذاتي وإعلانه نيته مشاركة السلطة القائمة بمناصب في الحكومة المقبلة

اليوم المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة /عيدروس الزبيدي يخوض مخاض عسير وحوار شاق في الرياض وسط ضغوط من القوى المتحكمة بالمشهد لتحديد معالم مستقبل البلد ، واستطاع بحنكة وصبر ، وتاني من إيجاد توافق بضرورة إشراك الجنوب بنصف الحكومة المنتظره ليكون الجنوب له ثقله الخاص في المستقبل ليدخل الجنوب هذه المره من الباب الواسع يشق طريقة وينتزع حقه ليكون المتحكم في أمور البلد من على صهوة جواده بعيدا عن ابناء علوان وبيضتهم .