د. عيدروس النقيب يكتب:

الدرون تدخل المواجهة في أبين

حزب الإصلاح لا يتعلم من أخطائه أبداً، وقوفه ضد تشيكل الحكومة وضد أي تقارب مع الانتقالي، ودعمه للحرب في أبين، لا يخدم غير المشروع الحوثي.

منذ أن تشكل حزب الإصلاح وهو يقدم خدمات مجانية لغيره، يحاول أن يكسب كل شيء وفي الأخير يخسر كل شيء.

كان أكثر طرف متحمساً للحرب في 94 التي خدمت نظام علي عبدالله، رغم أنه كان خارج السلطة، وبعد أن قضت الحرب على الحزب الاشتراكي انتهت أهمية الإصلاح عند علي عبدالله فانفرد به وقلم أظافره وخلع ريشه، ورجع الإصلاح يبحث عن بقايا الاشتراكي ليتحالف معها ضد علي عبدالله.

تحالف مع الحركة الحوثية في 2011 ضد حزب المؤتمر الذي وفر له قدرا من النفوذ والحركة لم يوفرها أي حزب في أي بلد عربي لأي حزب آخر، وكانت النتيجة لصالح الحركة الحوثية التي استغلت ذلك النزاع للسيطرة على السلطة، فانفردت به وسلخت جلده وقلعته من جذوره في المناطق التي سيطرت عليها، وفي الأخير رجع الإصلاح يبحث في بقايا حطام المؤتمر عمن يتحالف معه ضد الحوثي.

عداء الإصلاح للانتقالي وللسلفيين ولاطراف جنوبية عدة، وللناصرين واتباع طارق في الشمال ليس فيه أي مصلحة أو حكمه، فمهما كان الخلاف مع تلك الأطراف إلا أن الوقت ليس وقتها، هناك عدو شرش يصعب التفاهم معه، ويفترض بجميع الأطراف أن تجمد خلافاتها وأن تتوحد ضده.

على حزب الإصلاح أن يدرك انه إذا تمكن من دخول عدن بالقوة وهزيمة القوات التي ترفع العلم الجنوبي بان الجنوب سيسقط كله بيد الحوثي، فالجبهات المقاومة للحوثي في أطراف الجنوب ستفقد مبررات استمرارها وستتوقف، واذا كان قد عجز عن هزيمة الحوثي حيث ثقله في الشمال فمن المؤكد انه لن يستطيع الصمود أمامه في الجنوب، وعليه ان يدرك أيضا ان هناك في الجنوب من لا يطيقه بفعل مواقفه من حرب 94، ومواقفه من الحراك، ومن المقاومة الجنوبية، وان هناك من يرى في الجنوب بان الحوثي أهون منه.

وعلى الانتقالي ان يدرك بان هناك مصلحة تجمعه في الوقت الحالي مع الإصلاح، وهي مقاومة الحوثي، وانه إذا سقطت جبهات الإصلاح في مأرب وتعز سيتجه الحوثي جنوبا بكل سهولة، وعليه ان يدرك أيضا ان الكثير في الشمال ينظرون إلى خطر الحوثي على انه اهون من خطر الانتقالي، وسيقفون في صفه عندما يتجه جنوبا.