لحمر بن لسود يكتب:

اتفاق الرياض.. وحكمة التحالف في تنفيذه

شهور طويلة من المفاوضات والمشاورات السياسية التي احتضنت فعالياتها مدينة الرياض ..تمخضت هذه المشاورات عن ولادة حكومة كفاءات جديدة مناصفة بين الشمال والجنوب..

كلمة حق يجب ان تقال ،فقد بذلت دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية جهوداً كبيرة في رأب الصدع بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي وباقي المكونات والأحزاب السياسية في الجنوب والشمالً.

لم يكن تشكيل الحكومة بالتناصف في هذا الوضع بالامر السهل ، فالمرحلة حرجة جدا والكل كان يمسك الزناد باصبع والقلم بالاصبع الاخر في صورة توضح أوج الصراع بين الحكمة وتغليب مصلحة الوطن ككل وبين الطيش والبحث عن المصالح الشخصية الضيقة ..

لا يسعني الا ان اتقدم بالشكر الجزيل للوفد المفاوض للمجلس الانتقالي الجنوبي ، الذي اثبت حنكته وثقله السياسي على الساحة ، واثبت ان سياسة التأني والصبر التي كان ينتهجها ليست لضعف او جبن ..وانما لحقن دماء الابرياء من ابناء القوات المسلحة في كلا الطرفين .

ولاانسى ان اهدي اجمل عبارات الشكر وانصعها لمن يستحقون الشكر الحقيقي ، الذين ارتوت ارض الجنوب من دماءهم وارواحهم ، وسطروا اسمى معاني الفداء والبطولة في ميادين الشرف والرجولة .فقد اثبتوا انهم هم الحصن الحصين والسد المنيع لإرض الجنوب ، فهم لم يضعوا السلاح من على اكتافهم ولم يبرحوا مواقعهم ، ولازالوا رهن الاشارة من القيادة السياسية في المجلس الانتقالي ..

ختاماً..أتمنى من الاشقاء في دول التحالف ان يكونوا الضامن الاكيد لتنفيذ هذه الاتفاقية بشقيها السياسي والعكسري والضرب بيد من حديد على كل من يحاول الالتفاف على بنودها .كما أتمنى ان يتخذوا موقفا حازماً وحاسماً من تلك القوات الشمالية الجاثمة على اراضي الجنوب في شبوة والمهرة وحضرموت ، للسيطرة على اماكن الثروة والنفط تاركين مواقعهم وثكناتهم العكسرية في المحافظات الشمالية لمليشيات الحوثي المدعومة ايرانياً..