لحمر بن لسود يكتب لـ(اليوم الثامن):
أمن واستقرار المنطقة ومشروع التحالف العربي
أمن واستقرار المنطقة ومشروع التحالف العربي
الشيخ لحمر بن لسود
رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي - شبوة
إذا كان هناك من تأريخ يجب ان يخلد هو "الـ26 من مارس 2015م، حين أطلقت المملكة العربية السعودية، ومعها الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، ومملكة المغرب، وجمهورية مصر، والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية السودان، ودولتا الكويت وقطر، بغض النظر عن حجم مشاركة كل دولة، الا إن الرياض وأبوظبي، كانتا الأكثر فاعلية وقدرة في تحقيق الانتصار للتحالف العربي، وحتى هنا يمكن النظر الى حجم الانتصار الذي حققته كل دولة، مع التأكيد على أن الانتصار كان باسم التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات والتحالفات المحلية في الجنوب واليمن.
في الجنوب، وجدت الإمارات تحالفات محلية صادقة، كانت هذه التحالفات قد استفادت من الدعم الذي قدمه التحالف العربي وسارعت في تحقيق المكاسب العسكرية حتى الوصول الى قرب ميناء الحديدة، وهذه حقائق يخلدها التاريخ.
وفي اليمن، كانت السعودية قد حققت مكاسب كبيرة وان كان هذه المكاسب قد تحققت عن طريق تحالفات محلية جنوبية ويمنية، ومنها المعارك التي خاضتها القوات الجنوبية في الحدود اليمنية السعودية مع صعدة معقل الاذرع الإيرانية.
لا نقلل من أهمية ما تحقق، فيكفنا فخرا ان قرارا عربيا شجاعا أطلقه الملك سلمان للدفاع عن المنطقة ومستقبل المنطقة في ظل وجود مطامع استعمارية فارسية، هدفها اخضاع المنطقة العربية للاحتلال الفارسي القادم.
هذه بلادنا ومستقبل اجيالنا، وقرار التحالف العربي كان أملنا ولا يزال، ولكن ما يحز في النفس وجود بعض التباينات ومحاولات بعض القوى الإقليمية، المغامرة بكل ما تحقق، والتنازل عن كل تلك المكاسب التي تحققت بدماء زكية طاهرة.
ولعلي هنا أتذكر قوافل كبيرة من الشهداء الذين قدموا ارواحهم في سبيل تحقيق الانتصار للمشروع العربي.
بمعنى ان كل ما تحقق في الجنوب، لم يكن للجنوبيين وحدهم بل للجميع بما في ذلك الأخوة اليمنيين الذين يرفعون شعارات "تخدم المشروع الفارسي"، بالحديث عن مشروع الوحدة السلمي، المنتهي أساسا بالحرب العدوانية التي شنها تحالف يمني، مع الجماعات الدينية المتطرفة "اخوان وتنظيم قاعدة وقبائل".
وتكرر العدوان على الجنوب مرة ثانية ولكن هذه المرة بدعم إيراني، لم يكن الجنوب المستهدف بل كانت دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، هي المستهدفة، لذلك نطرح السؤال الذي لم نكن نتوقع ان يخطر على بال أحدنا خلال الأيام والاسابيع الأول لعملية عاصفة الحزم.. المنطقة إلى أين؟، وهل يمكن ان نصل إلى السلام والاستقرار الذي ينشده الجميع وفي صنعاء جماعة مسلحة إرهابية أصبحت كالخنجر المسموم في خاصرة المنطقة؟
ما يهمنا اليوم والذي يجب أن يدركه القاصي والداني هو أن الجنوب حسم أمره ولن يقبل بأنصاف الحلول، سواء بقيت مليشيات الحوثي مسيطرة على شمال اليمن أو حتى إذا تم دحرها.
ومن هنا ندعو المجتمع الدولي والعربي إلى احترام إرادة شعب الجنوب ودعمه في مساعيه نحو تحقيق الاستقلال الكامل، ونؤكد للجميع أن لا سلام ولا استقرار سيتحقق في المنطقة، إلا بتمكين شعب الجنوب من حقه في نيل استقلاله، واستعادة وبناء ودولته الفدرالية المستقلة على حدود 1990م، ونكرر أن الجنوب هو مفتاح السلام والأمن في المنطقة، ونذكر أننا لن نتراجع عن مطلبنا العادل والمشروع والمقدس استقلال دولة الجنوب، مؤمنين أن الحلول الجزئية لا تلبي طموحات شعبنا، ولن نفرط في شبر واحد من أرضنا ولن نتنازل عن قضيتنا ولن نخضع مهما تكالبت علينا الأمم.