لحمر بن لسود يكتب لـ(اليوم الثامن):

باب المندب وخليج عدن: شريان حيوي لأمن المنطقة واستقرارها

المكلا

يُعدّ باب المندب وخليج عدن من أهم الممرات المائية في العالم، حيث يربطان بين البحر الأحمر والبحر العربي، ويمران عبرهما ما يقارب 30% من تجارة النفط العالمية. كما يُعدّان شريانًا حيويًا لأمن المنطقة واستقرارها، حيث يقعان على خطوط التجارة البحرية الرئيسية ويسهلان حركة الأشخاص والبضائع بين مختلف أنحاء العالم، وهو الأمر الذي يتطلب حماية هذه الممر الهام والتصدي لكل التهديدات الإرهابية.

وتكمن أهمية باب المندب بأنه يقع في موقع استراتيجي هام على مفترق طرق التجارة البحرية العالمية، مما يجعلهما ذا أهمية قصوى لاقتصادات دول المنطقة والعالم، حيث تعد هذه المنطقة غنية بالثروات الطبيعية، خاصةً النفط والغاز الطبيعي، مما يجعلها منطقة ذات أهمية اقتصادية كبيرة، وضرورة تأمين هذه المنطقة يمثل واحدة أهم العوامل التي تساهم في الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، حيث يمر عبرهما ما يقارب 30% من تجارة النفط العالمية، مما يجعلهما هدفًا للقرصنة والإرهاب الممول من إيران.

خلال السنوات الماضية عانت خطوط الشحن من تهديدات القرصنة البحرية، وكانت من أكبر التحديات التي تواجه باب المندب وخليج عدن، حيث تُشكل تهديدًا خطيرًا للملاحة البحرية الدولية، ومؤخراً شكل الحوثيون الإرهابيون تهديدات كبيرة على خطوط الشحن في هجمات كان الهدف منها التنصل من جهود السلام الأممية وإدخال المنطقة في اتون فوضى كبيرة وشاملة بدعوى الدفاع عن "غزة"، ولكن تلك الهجمات لم تشكل أي تأثير على العدوان الإسرائيلي على القطاع بل ان تل ابيب لا تزال تتوسع في حربها بشكل أكبر، وربما ان الهجمات الحوثية منحت حكومة نتنياهو مزيدا من الغطاء الغربي لإرهابي، فعلى أي أساس يمكن لهذه الهجمات ان تخفف عن اشقائنا الفلسطينيين الذين يعانون الأمرين جراء الحرب.

الحوثيون ليسوا وحدهم من يهددون خطوط الشحن والملاحة في خليج عدن وباب المندب، فجماعات الإرهاب كالقاعدة وداعش، تعد من التحديات الأخرى التي تواجه باب المندب وخليج عدن، حيث تسعى هذه الجماعات إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة واستهداف الممرات المائية، وقد شكل وجود زعيم القاعدة المفترض في إيران، وهو الأمر الذي وسع من التهديدات الإرهابية ليدخل جماعة الشباب المؤمن مع هذه التنظيمات في تهديد خطوط الشحن في باب المندب وخليج عدن.

يجب أن تتكاتف الدول في المنطقة والعالم لمكافحة القرصنة والإرهاب وضمان الأمن والاستقرار، من خلال تعزيز قدرات الدول المطلة على باب المندب وخليج عدن في مجال مكافحة القرصنة والإرهاب.

كما يجب حل  الصراعات الإقليمية في المنطقة من خلال الحوار والتفاوض السلمي، وعلى رأس ذلك مساعدة الجنوبيين في إقامة دولتهم المستقلة كضامن أول لتحقيق الأمن والاستقرار والتصدي لكل الهجمات الإرهابية، فحماية هذا الشريان الحيوي وتحقيق الأمن المنطقة واستقرارها، ويجب على جميع الدول في المنطقة والعالم التعاون لضمان أمنه واستقراره، ولكن ذلك لن يتحقق دون ان يحصل الجنوب على حقه في استعادة دولته السابقة على كامل حدودها التأريخية.